قصة في نصرة المظلومين
السبت _21 _سبتمبر _2024AH adminعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: (كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِن خَلْفِي صَوْتًا: اعْلَمْ، أَبَا مَسْعود،
لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْك مِنْكَ عليه، فَالْتَفَتُّ فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَقُلتُ: يا رسول الله، هو حُرٌّ لِوَجْهِ الله،
فقال: أَما لو لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ النَّارُ ـ أَوْ لَمَسَّتْكَ النَّار ـ) رواه مسلم. قال الهروي: “(أمَا): بالتخفيف للتنبيه (لو لم تفعل): أي لو ما
فعلتَ ما فعلتَ مِنَ الإعتاق (للفحتك النار): أي أحرقتك (لمستك النار): أي أصابتك إن ضربته ظلما ولم يعف عنك.
قال النووي: فيه الحث على الرفق بالمماليك وحُسْن صحبتهم، وأجمع المسلمون على أن عتقه هذا ليس واجبا، وإنما هو مندوب
وجاء كفارة ذنبه فيه، وإزالة إثم ظلمه عنه”.
وقال الشيخ ابن عثيمين: “حديث أبي مسعود البدري رضي الله عنه أنه كان يضرب غلاما له، فسمع صوتا من الخلف
يقول: (اعلم أبا مسعود) ولم يفقه ما يقول من شدة الغضب، فإذا الذي يتكلم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: يا أبا مسعود، ألم تعلم أن الله أقْدَر عليك مِنْ قدرتك على هذا الغلام؟ يعني تذكر قدرة الله عز وجل، فإنه أقدر عليك
من قدرتك على هذا الغلام.. فلما رأى أنه النبي صلى الله عليه وسلم وذكَّره بهذه الموعظة العظيمة أن الله أقدر
عليه من قدرته على هذا العبد، سقطت العصا مِنْ يده هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أعتقه،
أعتق العبد، وهذا مِنْ حُسْن فهمه رضي الله عنه”.
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.