من هو القلب الصحيح ؟ ج1
الخميس _3 _أكتوبر _2024AH adminوبالجملة فالقلب الصحيح: هو الذي همُّه كله في الله، وحبُّه كله له، وقصده له، وبدنه له، وأعماله له،
ونومه له، ويقظته له، وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث، وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابِّه،
والخلوة به آثرُ عنده من الخلطة؛ إلا حيث تكون الخلطة أحبَّ إليه وأرضى له، قُرّةُ عينه به، وطمأنينته
وسكونه إليه، فهو كلما وجد من نفسه التفاتًا إلى غيره تلا عليها:
{يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر: ٢٧، ٢٨]، فهو يُردِّد عليها الخطاب بذلك
ليسمعه من ربه يوم لقائه؛ فينصبغ القلب بين يدي إلهه ومعبوده الحق بصبغة العبودية، فتصير العبودية صفة
وذوقًا لا تكلفًا، فيأتي بها تودُّدًا وتحببًا وتقربًا، كما يأتي المحب المتيَّم في محبة محبوبه بخدمته وقضاء أشغاله.
فكلما عَرَضَ له أمر من ربه أو نهْيٌ أحسَّ من قلبه ناطقًا ينطق لبّيْكَ وسَعْديْك، إني سامع مطيع ممتثل،
ولك عليّ المِنّة في ذلك، والحمد فيه عائد إليك.
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.