أنواع الصبر

الثلاثاء _19 _مايو _2020AH admin
أنواع الصبر


الأول: ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ أداء الطاعة
 بحيث يحتسب الأجر في فعلها ويصبر على مشقتها ويؤديها على الوجه المشروع ويداوم على فعلها قال تعالى: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأمور). وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبر على مشقة قيام الليل فيقوم قياما طويلا حتى تفطرت قدماه ولامته عائشة رضي الله عنها فقال: (أفلا أكون عبدا شكورا). متفق عليه.

الثاني: ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻦ ارتكاب معصية الله بحيث يجاهد هواه والشيطان ويصبر على مشقة ترك المألوف واجتناب الفساد وأهله ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ). وقد صبر النبي يوسف عليه السلام عن ارتكاب الزنا حين أغرته امرأة العزيز واجتمعت له دواعي الشهوة وتيسير أمرها وغاب عنه الرقيب فصبر صبرا عظيما لقوة إيمانه واستحضاره مراقبة الله واستحيا من الله فعصمه الله عن الوقوع في الفاحشة وحماه من الرذيلة.

الثالث: ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ المؤلمة بحيث يصبر على مشقتها والآثار المترتبة عليها ويتجنب جميع الأقوال والأفعال التي تسخط الرب قال تعالى: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط). رواه الترمذي. ولا يؤجر المؤمن على صبره إلا إذا احتسب الأجر من الله بأن يوقن أن الله قدر عليه هذه المصيبة لحكمة بالغة ليبتليه ويختبر إيمانه ويرفع درجته ويكفر سيئاته وأنه إذا صبر عليها جازاه الله بالثواب في الآخرة.

ويدخل في الصبر على المصائب ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻠﻮﻯ ﻟﻐﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ لأن الشكوى للمخلوق مذلة ومناف لمعنى الصبر ونقص في التوكل والنبي أيوب عليه الصلاة والسلام لما ابتلي شكى إلى ربه ﻣﻊ ﺩﻋﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻀﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ). وقد أثنى الله عليه بصفة الصبر فقال: (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرً). وقال سفيان الثوري: (ثلاثة من الصبر لا تحدث بمصيبتك ولا بوجعك ولا تزك نفسك).  

ويثبت أجر الصبر ويكمل عند نزول البلاء فورا أما إذا جزع المؤمن ثم سلى عن المصيبة مع فوات الوقت فلا ثواب له لخلوه من الاحتساب ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة تبكي عند قبر فقال: اتقي الله واصبري. قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ولم تعرفه. فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم. فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك. فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى).

والصبر على المصيبة واجب أما الرضا بسوء القضاء فمستحب وليس بواجب عند أكثر أهل العلم قال عمر بن عبد العزيز: (أما الرضا فمنزلة عزيزة أو منيعة ولكن جعل الله في الصبر معولا حسنا). قال ابن تيمية: (الرضا بالمصائب كالفقر والمرض والذل مستحب في أحد قولي العلماء وليس بواجب وقد قيل إنه واجب والصحيح أن الواجب هو الصبر). وذلك لأن الرضا أمر زائد على الصبر بحيث يكون المبتلى غير كاره لوقوع المصيبة راض بالقضاء لا يتألم به يستوي عنده الأمران البلاء والعافية ليقينه بالثواب وأن الخيرة له ما كتبه الله عليه وأنه في عبادة وأن الله يصرف العبد على مايشاء وأن جميع أحواله مخبتة وتابعة لمراد الله وهذا من مشاهد الإخلاص قال تعالى: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء). رواه أحمد.

شاركنا بتعليق


أربعة + ثمانية عشر =




بدون تعليقات حتى الآن.