الرامهرمزي ذكر فضل أهل الحديث
الجمعة _17 _مايو _2024AH adminوقال الرامهرمزي رحمه الله: “اعترضت طائفة ممن يَشْنَأ الحديثَ ويُبغض أهله فقالوا بتنقُّص أصحاب الحديث والإزراء بهم، وأسرفوا في ذمِّهم والتَّقوُّل عليهم، وقد شرَّف اللهُ الحديثَ، وفضَّل أهله، وأعلى منزلته، وحكَّمَه على كل نِحلة، وقدَّمه على كل علم، ورفع من ذِكر مَنْ حمله وعُنِيَ به، فهم بيضة الدِّين ومنار الحجة، وكيف لا يستوجبون الفضيلة ولا يستحقون الرُّتبة الرفيعة، وهم الذين حفظوا على الأمة هذا الدِّين، وأخبروا عن أنباء التنزيل وأثبتوا ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وما عظَّمه الله عز وجل به من شأن الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فنقلوا شرائعه، ودوَّنوا مشاهده، وصنَّفوا أعلامه ودلائله، وحقَّقوا مناقب عِترته، ومآثر آبائه وعشيرته، وجاءوا بِسِيَرِ الأنبياء، ومقامات الأولياء، وأخبار الشهداء والصديقين، وعبَّروا عن جميع فعالِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في سفره وحضره، وظعنه وإقامته وسائر أحواله؛ من منام ويقظة، وإشارة وتصريح، وصمت ونُطق، ونهوض وقعود، ومأكل ومشرب، وملبس ومركب، وما كان سبيله في حال الرضا والسخط، والإنكار والقبول، حتى القلامة من ظفره ما كان يصنع بها، والنخاعة من فِيه أين كانت وجهتها، وما كان يقوله عند كل فعل يُحدثه، ويفعله عند كلِّ موقف ومشهد يشهده؛ تعظمياً له صلى الله عليه وسلم، ومعرفةً بأقدار ما ذُكِرَ عنه وأُسنِدَ إليه”.
المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، (ص 159-161).
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.