أهمية غض البصر لزكاة القلب ج2
الجمعة _19 _أبريل _2024AH adminالفائدة الثانية فى غض البصر: نور القلب وصحة الفراسة، قال أبو شجاع الكرمانى: “من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وكف نفسه عن الشهوات، وغض بصره عن المحارم، واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة” وقد ذكر الله سبحانه قصة قوم لوط وما ابتلوا به، ثم قال بعد ذلك:
{إِنَّ فِى ذلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} [الحجر: ٧٥] .
وهم المتفرسون الذين سلموا من النظر المحرم والفاحشة، وقال تعالى عقيب أمره للمؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم:
{اللهُ نُورُ السَّمواتِ وَالأرْضِ} [النور: ٣٥] .
وسر هذا الخبر: أن الجزاء من جنس العمل، فمن غض بصره عما حرم الله عز وجل عليه عوضه الله تعالى من جنسه ما هو خير منه، فكما أمسك نور بصره عن المحرمات أطلق الله نور بصيرته وقلبه، فرأى به ما لم يره من أطلق بصره ولم يغضه عن محارم الله تعالى، وهذا أمر يحسه الإنسان من نفسه.
فإن القلب كالمرآة والهوى كالصدأ فيها، فإذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها صورة الحقائق كما هي عليه.
وإذا صدئت لم ينطبع فيها صورة المعلومات، فيكون علمه وكلامه من باب الخرص والظنون.
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.