الأمور التي تنافي الخشوع

الخميس _23 _سبتمبر _2021AH admin
 الأمور التي تنافي الخشوع

أولها: كثرة الحركة، سواء في الصلاة، أو خارج الصلاة، كما قلت لكم في الذي يمشي، ويخطر بيديه في مشيته، فهو كثير الحركة، فهذا أبعد ما يكون عن الخشوع، والوقار، وقلة الحركة تنبئ عن سكينة، وتؤدة، ووقار، وخشوع، وكذلك في الصلاة، والله تعالى يقول: وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238] والمراد به أن يكون العبد ساكناً مع طول القيام فيها، لا يلتفت، ولا يرفع بصره، ولا يتحرك، ولا يشتغل بشيء من جوارحه، أو ببصره عما هو بصدده؛ لأن الخشوع يتضمن السكينة، والتواضع جميعاً؛ ولهذا نقل عن عمر رضي الله عنه أنه رأى رجلاً يعبث بلحيته فقال: “لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه” يعني: لسكنت، وخضعت، والله يقول: وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ [فصلت:39] فأخبر أنها بعد الخشوع تهتز – والاهتزاز حركة – وتربو – والربو الارتفاع – فعلم أن الخشوع فيه سكون، وانخفاض، ولهذا كان الرسول ﷺ يقول في حال ركوعه: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي رواه مسلم في صحيحه، فوصف نفسه بالخشوع في حال الركوع؛ لأن الراكع ساكن متواضع.

الأمر الثاني: هو رفع البصر، وهو منهي عنه في الصلاة لكونه مما ينافي الخشوع، والله سبحانه قد ذكر خشوع أهل الموقف فقال: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُكُرٍ ۝ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ [القمر:7] وقال: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ۝ خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ [المعارج:44] وقال: وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ [سورة الشورى:45] أي: أنهم لا يحركون أبصارهم يمنة، ويسرة، وينظرون إلى أعلى، ولا يحركون جوارحهم، وإنما ينظرون من طرف خفي، يسارقون فيه النظر مسارقة، هذا ذكره بمعناه شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في “تعارض العقل، والنقل” وذكر نحو ذلك أيضاً في الفتاوى.

شاركنا بتعليق


16 − 9 =




بدون تعليقات حتى الآن.