الخشوع في الكتاب والسنة ج2
الخميس _19 _أغسطس _2021AH adminوالمعنى الثالث من معاني الخشوع في القرآن: الخوف كما قال قتادة: “الخشوع في القلب هو الخوف، وغض البصر في الصلاة” كما قال الله تعالى: وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90] قال الحسن: “هو الخوف الدائم في القلب”.
وقال تعالى: وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ [الشورى:45] وقال الله تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ [الحديد:16].
والمعنى الرابع في القرآن: هو التواضع، ومن ذلك قوله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ [البقرة:45].
وقال: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ [آل عمران:199].
وقال: وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [الإسراء:109].
وقال: “إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ” [الأحزاب:35].
وكذا قوله: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح:92] قال مجاهد: “هو الخشوع، والتواضع”.
والمعنى الخامس: هو اليبس، والجمود كما في قوله – تبارك، وتعالى – : وَمِنْ ءَايَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً [فصلت:39] يعني: هامدة يابسة لا نبات فيها.
وأما في سنة رسول الله ﷺ فقد جاء في عدد من الأحاديث:
منها: ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيُحسن وضوءَها، وخشوعها، وركوعها، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يؤتِ كبيرة، وذلك الدهر كله.
وحديث أبي هريرة عند النسائي بإسناد صحيح قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: مثل المجاهد في سبيل الله – والله أعلم بمن يجاهد في سبيله – كمثل الصائم، القائم، الخاشع، الراكع، الساجد فهذا يدل على منزلة من حقق الخشوع.
ومن ذلك أيضاً: حديث على بن أبي طالب رضي الله عنه الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه قال: قال رسول الله ﷺ: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي، وبصري، ومخي، وعظمي، وعصبي.
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.