الذبح عند الباب خوفا أو رجاءا

الخميس _21 _يونيو _2018AH admin
الذبح عند الباب خوفا أو رجاءا

الذبح عند الباب خوفا أو رجاءا:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

فمن المخالفات العقدية عند فئام من الناس لاسيما في بلاد المغرب الذبح عند عتبة باب المنزل الجديد حتى يسيل الدم عليها، حيث يقوم أحد أفراد الأسرة بشراء أحد أنوع الطيور أو الماشية، فيقوم بذبحه على الصفة المذكورة اعتقاداً منهم أنه سبب لدفع العين أو السحر، أو أنه سبب لجعل البيت مباركاً أو نحو ذلك. ويقولون : إنه لا بد لحفظ البيت الجديد أو السيارة الجديدة من التقرب بالذبح وتلطيخه بدم المذبوح ، وأن الجن الأرواح الشريرة لا تنكفئ عنك إلا بذلك، وإلا فسرعان ما تزول النعمة.

فاعلم أخي المبارك أن الذبح: هو التقرب لله بذبح الحيوان، فالذبح من أعظم العبادات، قال الله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}[سورة الكوثر : 1] فالصلاة أعظم العبادات البدنية، والنحر أعظم العبادات المالية، لذا جمع الله بينهما، وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }[سورة الأنعام الآية 162] جمع الله -أيضًا- بينهما، صلاتي -يعني- هذه الصلاة، ونسكي -يعني- ذبحي، كما في قوله تعالى: {فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ }[ البقرة: 196] -يعني- أو ذبح. فالذبح يكون قربة إلى الله تعالى وطاعة.

ثم اعلم أن ذلك لايخلو من ثلاثة أحوال:-

  1. أن يكون الذبح للجن فهو شرك أكبر ؛ لأنها عبادة صرفت لغير الله.
  2. أن يكون الذبح من أجل تجنب المآسي والأحداث الكريهة فهو بدعة، وهذا هو الظاهر من تقديم الذبح على النزول بالبيت وجعله على العتبة على وجه الخصوص
  3. وإن كان القصد من الذبح إكرام الجيران الجدد والتعرف عليهم وشكر الله على ما أنعم به من السكن الجديد، وإكرام الأقارب والأصدقاء بهذه المناسبة وتعريفهم بهذا المسكن فهذا خير يحمد عليه فاعله، لكن ذلك إنما يكون عادة بعد نزول أهل البيت فيه لا قبل، ولا يكون ذبح الذبيحة أو الذبائح عند عتبة الباب أو مدخل البيت على الخصوص.

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يهدينا سبل السلام، ويخرج ضال المسلمين من الظلمات إلى النور، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

شاركنا بتعليق


20 − سبعة =




بدون تعليقات حتى الآن.