الصدق نجاة

الجمعة _22 _يناير _2021AH admin
الصدق نجاة

فالصدق ينجي السالك، والكذب يهدي به إلى المهالك، ولا أدلَّ على ذلك من قصة “كعب بن مالك رضي الله عنه” حينما صدق النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكذب عليه، عندما تخلَّف عنه في غزوة “تبوك“.

 

والحديث أخرجه البخاري عن كعب بن مالك رضي الله عنه، حيث قال:

“لم أتخلَّف عن غزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا في غزوة تبوك…” الحديثَ، ثم قال: “… فلما بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجَّه قافلاً من تبوك، حضرني بثي، فطفقت أتذكر الكذب، وأقول: بِمَ أخرج من سخطه غدًا؟ وأستعين على ذلك كل ذي رأي من أهلي، فلما قيل لي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظلَّ قادمًا، زاح عني الباطل، حتى عرفت أني لن أنجو منه بشيء أبدًا، فأجمعت صدقه، وصبَّح رسول الله صلى الله عليه وسلم قادمًا، وكان إذا قدم من سفر، بدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ثم جلس للناس، فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون إليه – وكانوا بضعة وثمانين رجلاً – فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتَهم، وبايعهم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم إلى الله، حتى جئت، فلما سلمت تبسَّم تبسُّمَ المغضب، ثم قال: ((تعالَ))، فجئت أمشي حتى جلست بين يديه، فقال لي: ((ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟))، قال: قلت: يا رسول الله، إني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت أني سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أُعطيتُ جدلاً، ولكني والله لقد علمت لئن حدثتُك اليوم حديثَ كذبٍ ترضى به عني، ليُوشِكنَّ الله أن يسخطك عليَّ، ولئن حدثتك حديث صدق تجد عليَّ فيه، إني لأرجو فيه عقبى الله، والله ما كان لي من عذر، والله ما كنت قطُّ أقوى ولا أيسر من حين تخلفتُ عنك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أما هذا، فقد صدق، فقم حتى يقضي الله فيك…)) الحديثَ، فكانت العاقبة أن تاب الله عليه، ونزل فيه وصاحبيه قرآنٌ يتلى إلى قيام الساعة.

 

شاركنا بتعليق


17 − سبعة =




بدون تعليقات حتى الآن.