الغيبة

الجمعة _3 _نوفمبر _2023AH admin
الغيبة

من عزت عليه نفسه صانها وحماها، ومن هانت عليه أطلق لها عنانها وأرخى زمامها، فألقاها الرذائل، ولم يحفظها من المزالق، والناس عورات ومعايب، وزلات ومثالب، فلا تظن أنك علمت ما لم يعلم غيرك، أو أنك أدركت ما عجز عنه غيرك، والموفق من شغله عيبه عن عيوب الناس.
والمغتاب يفسد الدين، والسلامة في البعد عنه، يقول عبد الله بن المبارك: “فر من المغتاب فرارك من الأسد”.
والغيبة جالبة للسيئات، يقول الحسن البصري: “والله للغيبة أسرع في دين الرجل من الأكلة في الجسد” ومن العجب أن الرجل لا يغتاب إلا من هو أعلى منه، أما من هو دونه فيقدم الرحمة على الغيبة.
والإسلام حارب الهوى ورتب جزاء الغيبة أن حسناتك تعطى لمن تغتابه، كل ذلك تنفير من الغيبة، يقول الإمام الشافعي: “لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت أمي، فإنها أحق الناس بحسناتي”. فهي نار الحسنات التي تأكلها كما تأكل النار الحطب.
ولما تجلبه الغيبة من قسوة القلب ونتن اللسان، فقد خافها العلماء على أنفسهم، يقول البخاري “ما اغتبت أحداً منذ أن علمت أن الغيبة حرام”.
فاحفظ لسانك عن أعراض الناس وعن ساقط القول ومرذوله، تكن زاكي النفس محبوباً عند الخلق، مقرباً عند الخالق.

خطوات إلى السعادة (ص: 116)

شاركنا بتعليق


تسعة عشر − إحدى عشر =




بدون تعليقات حتى الآن.