المجلس الثاني (الذكر بعد الصلوات)

* يقول الله تعالى (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم. . . ) ويقول النبي e(معقبات لا يخيب قائلهن. . . )([1]) أي لا يخسر من يقولها ثم ذكرها e كما سيأتي تفصيله.

* أخي المبارك إن الذكر بعد الصلاة اطمئنان وسكينة وتتويج للصلاة بذكر الله واقتداء بالنبي e وكسب للخير من أوسع أبوابه ومن ذلك تسديد النقص في الفريضة في حين أنها كلمات يسيره ميسرة تعادل الدنيا وما فيها لا تأخذ وقتا طويلا فاحرص على عدها بأصابعك لتشهد لك تلك الأنامل, فإن استطعت أن تقولها وأنت في مصلاك فافعل وإن كنت مستعجلا أو أصابك أمر ما فلا تنس أن تقولها ماشيا وقائما.

* أقول لك ذلك وأنا اهمس في أذنك بأن الشيطان سيشغل بالك بأشياء أخرى لكي تغفل عن هذه الأذكار فيقول اذكر كذا واذكر كذا فاحذر من ذلك واعلم أن لهذه الأذكار لذة من ملذات الصلاة وطعم يتذوقه من حافظ عليها وتدبرها,  ومن هذه الأذكار:

* استغفر الله (ثلاثا) اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام – لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد – لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. رواه مسلم([2]).

ثم يقول إحدى هذه الروايات من التسبيحات الواردة بعد الصلاة ولو قال هذه تارة وهذه تارة حتى يكون عاملا بالسنة كلها لكان حسنا وهي كما يلي: –

1- سبحان الله (33)والحمد لله (33)والله أكبر (33) ويقول في تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ([3]) .

2- سبحان الله (33) الحمد لله (33)الله أكبر (33)فيكون المجموع 99 ([4]).

3- سبحان الله (33)الحمد لله (33)الله أكبر (34) ([5]) .

4- سبحان الله (10) الحمد لله (10)الله أكبر (10) ([6]) .

5- سبحان الله (11) الحمد لله (11)الله أكبر (11) ([7]) .

6- سبحان الله (25) الحمد لله (25)لا إله إلا الله (25)الله أكبر (25) ([8]).

(ويقول: رب قني عذابك يوم تبعث عبادك أو تجمع عبادك)([9])، ويقول: اللهم أعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك([10])، ثم يقرأ آية الكرسي والإخلاص والمعوذتين.

* أخي المبارك تأمل الأجور العظيمة والثواب الجزيل الذي يعود عليك من خلال هذه الأذكار اليسيرة مما يجعلك تحافظ عليها دوما وأبدا.

([1])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (596)1/418.

([2])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (591)1/414.

([3])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (595)1/416.

([4])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (595)1/416.

([5])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (596)1/418

([6])أخرجه البخاري في صحيحه برقم (6329)8/72.

([7])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (595)1/417.

([8])أخرجه أحمد في المسند برقم (21600)35/479؛ والنسائي في سننه برقم (1351)3/76؛ والحاكم في المستدرك برقم(928)1/383، والطبراني في الكبير برقم(4898)5/145.وحسنه عبدالقادر الأرنووط في جامع الأصول برقم(2436)4/383, والألباني في تحقيق مشكاة المصابيح برقم(973)1/307.

([9])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (709)1/492.

([10])أخرجه أحمد في المسند برقم (22126)36/443, والنسائي في سننه برقم (1303)3/53, والحاكم في المستدرك برقم(1010)1/407، وأبو داود في سننه برقم (1522)2/631، وابن خزيمة في صحيحه برقم(751)1/391. وصحح إسناده عبدالقادر الأرنووط في جامع الأصول برقم(2182)4/209, والألباني في صحيح الجامع برقم(7969)2/1320.