المجلس الثلاثون ( التبكير إلى الجمعة )

الثلاثاء _28 _مايو _2019AH admin
المجلس الثلاثون ( التبكير إلى الجمعة )

إن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع وقد صرف الله تعالى عنه الأمم السابقة وجعله يوما فاضلا لهذه الأمة المرحومة وفيه من الأعمال الصالحة ما يحسن بالمسلم الحرص عليها والإتيان بها، ومنها: 1- التبكير في الذهاب لصلاة الجمعة.    2- الغسل والتنظف قبل الجمعة.  3- أن يذهب إليها راجلًا. 4- أن يقرأ سورة الكهف.        5- أن يتحرى ساعة الإجابة وأرجح الأقوال فيها قولان:

أ/  عند دخول الإمام حتى نهاية الصلاة.          ب/  آخر ساعة بعد العصر

6- أن يكثر من الصلاة والسلام على النبي e في يوم الجمعة وليلتها. وغير ذلك من الأعمال مما ورد ذكره في كتاب زاد المعاد لابن القيم رحمه الله.

 *  هل تأملت فضيلة التبكير إلى الجمعة فقد  أخرج البخاري ومسلم قوله عليه الصلاة والسلام:( من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنه ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر)([1])فالتبكير إليها غنيمة عظيمة وعطية عظمى لمن وفقه الله تعالى وإن الإنسان ليستحيي أن يكون نصيبه البيضة في حين أن كبارا ومرضى حازوا على نصيب البدنة والبقرة فتأمل كثيرا. فهل حاولت أن يكون لك النصيب الوافر من الساعات الأولى في هذا اليوم المبارك ولو في بعض الجمعات.

*  إن التكبير إلى الجمعة هو سويعات يقضيها المسلم في بيت من بيوت الله تعالى منتظراً للصلاة ذاكراً الله تعالى بما يوفقه الله إليه من الأقوال والأفعال وذلك فضل عظيم يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وذلك من جهة، ومن جهة أخرى هو يهنأ تلك الساعات وتقر عينه بدعوات الملائكة له بقولهم( اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، اللهم صل عليه، اللهم تب عليه)([2]). فلو تأمل المتأخر ما يناله المتقدم من الأجور والمنح لبادر كما يبادر الموفقون وعمل ما يكون سببا لتبكيره ومبادرته لهذا العمل المبارك.

* ورد في حديث صححه بعضهم وحسنه آخرون قال e ( من غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشى ولم يركب ودنا من الإمام وأنصت واستمع ولم يلغ كتب الله له بكل خطوة يخطوها إلى المسجد أجر سنة صيامها وقيامها)([3]).وذلك فضل عظيم يقول عنه الأئمة: لا نعلم حديثا في الشريعة يحتوي على مثل هذا الفضل فلعلك أخي الكريم تكون جادا في تحصيل ذلك ولو في بعض الجمعات محتسبا الأجر عند الله تعالى تخطو تلك الخطوات مطبقا شروط هذا الحديث لعلك تحضى بهذا الفضل العظيم.

*  ورد أن الملائكة إذا كان يوم الجمعة وقفت على كل باب من أبواب المسجد يكتبون من جاء إلى الجمعة الأول فالأول فإذا خرج الإمام طوت الملائكة الصحف ودخلت تستمع الذكر وفي رواية الخطبة فتأمل كثيرا في مجيئك إلى الجمعة أين كتب اسمك وإن كان كل له فضله وأجره لكن أول القائمة يختلف عن آخرها فاحرص أن يكتب اسمك مع السابقين والمبادرين،فمن فعل السبب رزق الجزاء وإن عجزت لوحدك فشد أزرك بأحد إخوانك تعاونا على البر والتقوى.

* التبكير إلى الجمعة والقرب من الإمام عمل كبير فاضل فإن الله يتجلى لأوليائه المؤمنين في الجنة في كل يوم جمعة ويزورونه فيكون أقربهم منه أقربهم إلى الإمام وأسبقهم إلى زيارة الله أسبقهم إلى الجمعة،وإن هذا التبكير يحتاج إلى راحة البدن ليلة الجمعة فلا تضح بالتبكير مقابل السهر، ولكن ضح بالسهر مقابل التبكير فقارن بينهما تجد الفرق والبون الشاسع وأسأل الله تعالى التوفيق والإعانة فالدعاء أحد الأسباب لنيل هذا الثواب.

([1])أخرجه البخاري في صحيحه برقم (881)2/3 ، ومسلم في صحيحه برقم (850)2/582.

([2]) سبق تخريجه.

([3])أخرجه أحمد في المسند برقم(16173)26/92، وأبو داود في سننه برقم(345)1/259، والترمذي في جامعه برقم(496)2/367، والنسائي في سننه برقم(1384)3/97، وابن ماجه في سننه برقم(1087)2/188، وابن خزيمة في صحيحه برقم(1758)2/850، وابن حبان في صحيحه برقم(2781)7/19، والحاكم في المستدرك برقم(1040)1/417، وصححه عبد القادر الأرنؤوط في تحقيق جامع الأصول9/429، والنووي في خلاصة الأحكام 2/821.

شاركنا بتعليق


واحد × واحد =




بدون تعليقات حتى الآن.