المجلس الخامس عشر (السلام)

السلام اسم من أسماء الله تعالى هو تحية أهل الجنة يوم يدخلونها وهي دار السلام فإذا دخلوها سلم بعضهم على بعض فرحا بسلامتهم من عذاب الله تعالى فهو دعاء يحمل كل معاني السلامة من كل أذى.

*   تتفاوت الحسنات والأجور في موضوع السلام فإذا قال السلام عليكم فله 10 حسنات وإذا وصل إلى الرحمة فله 20 حسنة وإذا وصل إلى البركة فله 30 حسنه فلنحرص على تحصيل الـ 30 حسنة في كل سلام نبذله فحاول تعويد نفسك على تحصيل ال30 حسنة في كل سلامك ولو عملت إحصائية مصغرة على سلامك خلال اليوم لرأيت عجباً في الأرباح لمن وفقه الله للسلام.

*  عندما تسلم فتأمل في سلامك واجعل قلبك حاضرا فإنه دعاء ومن آداب الدعاء حضور القلب مع ثبات أجرك بفضل الله وكرمه.

*  سلم على الصغير والكبير كليهما فقد ثبت أن النبي e سلم على صبيان عندما مر عليهم، كما  في حديث أنس([1]) بل هم أولى من غيرهم لأمرين: -1- لتربيتهم على السلام وبذله.

2- رجاء إجابة دعوتهم برد السلام منهم فهم ليس عليهم ذنوب فهم أقرب إلى الإجابة وهذا أمر مهم ينبغي الانتباه إليه, وعدم التقليل منه.

*  السلام عند دخول البيت مهم جدا حيث قال النبي e لأنس (إذا دخلت على أهلك فسلم عليهم تكن بركة عليك وعلى أهل بيتك)([2]) ولفظ البركة في الحديث نكرة فهي عامة لكل بركة وليست لك وحدك بل هي لك ولأهلك فحافظ عليه.

*   عند قيامك من المجلس سلم كما سلمت عند قدومك إليه وليست الأولى بأحق من الثانية كما ثبت في ذلك الخبر فكلاهما ذكر ودعاء فأنت تدعو الله أن يسلمهم من الآفات حال وجودك معهم بسلامك الأول وبعد ذهابك عنهم بسلامك الثاني فما أعظم الشريعة.

*  حاول تعويد نفسك أن تصل إلى البركة في تسليمك وردك سواء في المشافهة أو المكاتبة أو المكالمة أو غيرها فهو خير عظيم لك ولغيرك.

*   لا تجعل سلامك على من تعرف فقط بل ابذل السلام لمن تعرف ومن لا تعرف كسبا للخير وتعويدا للغير وبذلا للمعروف وان من علامات الساعة أن يكون السلام للمعرفة فقط وهو الواقع اليوم عند الكثير. _  فانشر السلام حتى في وسائل التواصل فهو مجال خصب لكسب الخير  والأجر وهو من  أسباب تقارب القلوب وما يدريك أن أحدا اقتدى بك فكان سجية له.  

*   إذا التقيت بأخيك فحاول استثمار هذا اللقاء بأربع مشاريع عظيمة في السلام أثناء اللقاء 1/ السلام, 2/المصافحة, 3/الابتسامة, 4/الكلمة الطيبة, فهذه أربعة أعمال صالحة تحصلها في دقيقة أو أقل.  

*  في بدائع الفوائد ذكر ابن القيم 28 سؤالا عن السلام وأجاب عليها فراجعها فهي مفيدة جدا.

([1])أخرجه البخاري في صحيحه برقم (6247)8/55 ، ومسلم في صحيحه برقم(2168)4/1708.

([2])  أخرجه الترمذي في جامعه برقم(2698)5/59، والطبراني في الصغير برقم(856)2/100. وضعف إسناده عبدالقادر الأرنووط في تحقيق جامع الأصول برقم(4838)6/565, وضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم(6389)1/926.