المجلس الخامس والعشرون ( الدعاء)

الخميس _26 _يوليو _2018AH admin
المجلس الخامس والعشرون ( الدعاء)

1.المجلس الخامس والعشرون ( الدعاء)

*   الدعاء هو طلب الداعي من الله تعالى ما ينفعه وكشف مايضره, وحقيقته الافتقار إلى الله والتبرؤ من الحول والقوة وهو سمة العبودية واستشعار الضعف البشري وفيه معنى الثناء على الله عز وجل وإضافة  الجود والكرم إليه قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) وقال e(الدعاء هو العبادة)([1]) وقالe: (ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء)([2])  وقال رسول الله e: “يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني”([3]), وفي رواية عند مسلم (حين يذكرني)([4]).

* آداب الدعاء
1- افتتاحه بحمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسول الله
e وختمه بذلك. ومما يجمع الحمد والثناء والتمجيد الآيات الثلاث من أول سورة الفاتحة فقد يحسن افتتاح الدعاء بذكرها. 2- رفع اليدين.
3- الجزم في الدعاء, مع الإلحاح على الله, وعدم الاستعجال في الإجابة. 4- تحري أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل وبين الأذان والإقامة, والسجود. 5- تكرار الدعاء ثلاثا.

6- التوسل بأسماء الله وصفاته كالاسم الأعظم (الحي القيوم) أو:(ياالله) أو بهما جميعا أو بما يناسب الدعاء من الأسماء الحسنى, والصفات العليا.  7- الانكسار بين يدي الله والافتقار إليه.

8/ حضور القلب أثناء الدعاء, قال ابن القيم: (وإذا جمع مع الدعاء حضور القلب بكليته على المطلوب وصادف وقتا من أوقات الإجابة الستة: الثلث الأخير من الليل أو عند الأذان أو بين الأذان والإقامة أو أدبار الصلوات المكتوبة أو وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة من ذلك اليوم أو آخر ساعة من يوم الجمعة، وصادف خشوعا في القلب وانكسارا بين يدي الرب وذلاً له وتضرعا ورقّة واستقبل الداعي القبلة وكان على طهارة ورفع يديه إلى الله فإن هذا الدعاء لا يكاد يُرد)([5]) فهذه جملة عظيمة من آداب الدعاء يحسن بالداعي مراعاتها حال دعائه. 9/ الصدقة قبل الدعاء فإنه أحرى أن يستجاب دعاؤه.

* بعض الناس قد يتوهم أنه لم يستجب دعاؤه ثم يترك الدعاء وهذه حيلة شيطانية. فلا تمل فلك بدعائك إحدى ثلاث فعن أبي سعيد، أن النبي e قال: ” ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ” قالوا: إذا نكثر، قال: ” الله أكثر)([6]). فالدعاء كسائر العبادات تكسب من خلاله الأجور والحسنات وإن لم يحصل ما سألت.

* احرص في دعائك أن يكون من جوامع الدعاء ومن الأدعية الواردة عن المصطفى e فإنها قليلة الألفاظ كثيرة المعاني وعود نفسك الدعاء حتى في دقائق الأمور اليومية ففي ذلك اتصال بالعظيم وتلبس بعبادة الدعاء.

([1])أخرجه أحمد في المسند برقم(18391)30/340، والترمذي في جامعه برقم(2969)5/211، وقال: هذا حديث حسن صحيح،  وأبو داود في سننه برقم(1479)2/603، والنسائي في الكبرى برقم(11400)10/244، وابن ماجه في سننه برقم(3828)5/5، والحاكم في المستدرك برقم(1802)1/667، وابن حبان في صحيحه برقم(890)3/172، وحسنه عبد القادر الأرنووط في تحقيق جامع الأصول برقم(4967)6/667, وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم(2165)1/432.

([2])أخرجه أحمد في المسند برقم(8748)14/360، والترمذي في جامعه برقم(3370)5/455، وابن ماجه في سننه برقم(3829)5/6، والحاكم في المستدرك برقم(1801)1/666. وحسن إسناده عبد القادر الأرنووط في تحقيق جامع الأصول برقم(7236)9/511, وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم(5392)2/591.

([3])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2675)4/2067.

([4])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2675)4/2102.

([5]) ينظر: الجواب الكافي ص:12.

([6]) أخرجه أحمد في المسند برقم(11133)17/213، والحاكم في المستدرك برقم(1816)1/670.

شاركنا بتعليق


20 + 19 =




بدون تعليقات حتى الآن.