المجلس العاشر (عبادات تكفّر بها السيئات)

الخميس _28 _يونيو _2018AH admin
المجلس العاشر (عبادات تكفّر بها السيئات)

المجلس العاشر (عبادات تكفّر بها السيئات)

* عرّف أهل العلم بأن السيئة ما عُرِف في الشرع والعقل قبحه فهو مقياس دقيق للسيئة, والخطأ من طبيعة البشر فاحرص على الوقاية منه ولكن إذا ابتليت بشيء منه فاحذر الاصرار عليه, وقد جعل الله تعالى لهذه السيئات ما يكفرها ويمحوها وذلك من سعة فضل الله على عباده حيث إن من أسماء الله تعالى الغفور والغفار وهما صيغة مبالغة بمعنى كثير الغفران قال تعالى: (ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) وأيضا من رحمة الله تعالى بعباده أن جعل الحسنة مضاعفة وأن السيئة بمثلها كرما منه وفضلا. قال تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها).

* إن طلب المغفرة من الله تعالى إذا كان بحضور قلب فإنه سيكون له الأثر الإيجابي الفعال في الابتعاد عن السيئة والخطأ بإذن الله تعالى فهو ركن التكفير للسيئات بإذن الله تعالى وأساسها.

* ليست القضية أن لا يخطئ الإنسان وإن كانت مهمة لكن أهم من ذلك الرجوع عن الخطأ ففي الحديث قال عليه الصلاة والسلام (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)([1]) وأيضا إتباع هذه السيئة بالحسنة تمحها قال تعالى:(إن الحسنات يذهبن السيئات) وهذا من كرم الله على عباده قال عليه الصلاة والسلام (وأتبع السيئة الحسنة تمحها)([2]) وثمت أعمال من عملها كانت سبباً في تكفير سيئاته ومن هذه الكفارات ما يلي:

(1) قول سبحان الله وبحمده 100 مرة في اليوم، قال e (من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)([3]), وإنك لتعجب من إهمال بعض الناس لهذا الحديث العظيم في ثوابه واليسير في تنفيذه فهو لا يستغرق في الغالب إلا قريباً من دقيقتين من يومهم.

(2) قول آمين خلف الإمام مع الحرص في موافقة الملائكة في تأمينهم وذلك بعد قول الإمام ولا الضالين مباشرة، قال e (إذا أمّن الإمام فأمّنوا فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه)([4]), ومن فقه التأمين أن يحضر قلبه فيه لأنه وعاء.

(3)  قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير 100 مرة في اليوم ، قال e (من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كتب الله له مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة وكانت له عدل عشر رقاب وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي. . . )([5]).

(4) ومن الكفارات: انتظار الصلاة والمكث بعدها، قال e: (الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه تقول اللهم اغفر له, اللهم ارحمه ، اللهم تب عليه)([6]) وفي رواية أخرى اللهم صل عليه ([7]).

(5) ومن الكفارات الحمد بعد الفراغ من الطعام قال عليه الصلاة والسلام (من قال حين يفرغ من طعامه: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول منا ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه )([8])

(6)  كثرة الاستغفار مع حضور القلب فيه فهو سبب لزيادة القوة وزوال الهم وزيادة الرزق.

(7) ومن الكفارات إحسان الوضوء ثم صلاة ركعتين بحضور قلب، قال e (من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه)([9]).

(8) ومنها  كثرة الخطا إلى المساجد وإسباغ الوضوء على المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة قال عليه الصلاة والسلام ( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله, قال: إسباغ الوضوء على المكاره, وكثرة الخطا إلى المساجد, وانتظار الصلاة بعد الصلاة, فذلكم الرباط, فذلكم الرباط )([10]) إلى غير ذلك من الأعمال الميسرة المنثورة في كتب الفضائل فما أيسرها من أعمال, وما أعظمها من أجور فاجعل لك منها جدولا مدروسا حتى تمحى عنك تلك السيئات.

([1]) أخرجه أحمد في المسند برقم(13049)20/344، والترمذي في جامعه برقم(2499)4/659، وحسنه عبدالقادر الأرنووط في تحقيق جامع الأصول برقم(988)2/515, وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم(4515)2/831.

([2])أخرجه أحمد في المسند برقم(21354)35/284، والترمذي في جامعه برقم(1987)4/355، والحاكم في المستدرك برقم(178)1/121. وحسنه عبدالقادر الأرنووط في تحقيق جامع الأصول برقم(9333)11/694, وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم(97)1/81.

([3])  أخرجه البخاري في صحيحه برقم (6405)8/86.

([4]) أخرجه البخاري في صحيحه برقم(6402)8/85، ومسلم في صحيحه برقم (410)1/306.

([5]) أخرجه البخاري في صحيحه برقم (3293)4/126 ، ومسلم في صحيحه برقم(2691)4/2071.

([6]) أخرجه مسلم في صحيحه برقم (649)1/459.

([7]) أخرجه البخاري في صحيحه برقم (647)1/131.

([8]) أخرجه أحمد في المسند برقم(15632)24/395، والترمذي في جامعه برقم(3458)5/508، وأبو داود في سننه برقم(4023)6/138, وابن ماجه في سننه برقم(3285)4/417، والطبراني في الكبير برقم(389)20/181، والحاكم في المستدرك برقم(1870)1/687. وحسنه الألباني في الإرواء برقم(1989)7/47.

([9])أخرجه البخاري في صحيحه برقم (159)1/43 ، ومسلم في صحيحه برقم(226)1/205.

([10])أخرجه مسلم في صحيحه برقم (251)1/219.

شاركنا بتعليق


5 × 4 =




بدون تعليقات حتى الآن.