الناس في مقام الصبر أربعة أصناف

الأحد _31 _مايو _2020AH admin
الناس في مقام الصبر أربعة أصناف

الصنف الأول: من يصبر على طاعة الله ويصبر عن معصية الله وهذا أعلى الأصناف وهو حال الأنبياء والصديقين والأولياء قال ابن بطال) :أرفع الصابرين منزلة عند الله من صبر عن محارم الله وصبر على العمل بطاعة الله ومن فعل ذلك فهو من خالص عباد الله وصفوته ألا ترى قوله صلى الله عليه وسلم: (لن تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر).

الصنف الثاني: من يصبر على طاعة الله فيواضب على الفرائض ولا يصبر عن معصية الله فيرتكب الفواحش فهذا ظالم لنفسه ولا يدخل في الفضل العظيم للصبر.

الصنف الثالث: من يصبر عن المعصية فلا يغشى الفواحش لسمو نفسه عن الرذائل ولا يصبر على الطاعة فيفرط في الفرائض فهذا مسيئ وهو على شفا هلكة وسوء خاتمة.  

الصنف الرابع: من لا يصبر على طاعة الله فيترك الفرائض ولا يصبر عن معصية الله فيغشى الفواحش فهذا شر الأصناف وقد باع دينه بعرض من الدنيا وتعرض لسخط الله وعذابه وهذا حال أهل الفجور.

وحاجة المؤمن للصبر عظيمة لأن الدنيا جبلت على الهموم والأحزان والمصائب وملئت بالفتن ولا يستطيع المؤمن مواجهة ذلك إلا بسلاح الصبر فهذا نبي الله يعقوب ﻋﻠﻴﻪ الصلاة وﺍﻟﺴﻼﻡ لما ابتلي بفقد فلذة كبده يوسف حزن حزنا شديدا وفقد ﺑﺼﺮﻩ ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺑﻜﺎﺋﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ علاجا نافعا يرفع حزنه ويشفي غليله ويفرج همه إلا الصبر الجميل وﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﺇلى ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ تعالى: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ). والصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا جزع وقال تعالى: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ).

ومن المواطن التي يتجلى فيها الصبر وتعظم فائدته فقد الأحباب فإنه يشق على الإنسان أن يفقد غاليا قد عاشره زمانا وتعلق به وألف مودته وكثير من ضعفاء الإيمان يفقد الصبر في هذه المصيبة ويجزع ولا يكف جوارحه عن الأمور المحرمة من نياحة وصراخ وشق الثياب ولذلك شدد الشارع على المؤمن في هذا الأمر لأن فيه اعتراضا على قدر الله وسوء أدب مع الله وضعف اليقين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس منا من ضرب الخدود، أو شق الجيوب، أو دعا بدعوى الجاهلية). متفق عليه.

والمؤمن ينال خيري الدنيا والآخرة بالاستعانة بالصبر والصلاة قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ). فإذا كف المؤمن عن المحارم وأدى الفرائض نال رحمة الله ومرضاته وتنال المنازل العليا في الدين بالصبر قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا). قال سفيان بن عيينة: (لما أخذوا برأس الأمر جعلناهم رؤوسا).

شاركنا بتعليق


5 × أربعة =




بدون تعليقات حتى الآن.