الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 11 )
الأثنين _30 _مارس _2020AH adminثامناً: المراقبة والحياء:
وذلك إذا علم العبد أن الله سميع، بصير، عليم، شهيد، محيط، خبير، لطيف، حفيظ ، كل هذه الأسماء التي يعلم بها العبد أن الله لا تخفى عليه خافية في الأرض، ولا في السماء، وأنه يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، فهذا يثمر له مراقبة الله -عز وجل- فيحفظ لسانه، فلا يغتاب الناس، ويحفظ عينه، فلا ينظر .
تاسعاً: المحبة:
فمعرفة الأسماء والصفات هي طريق المحبة، فإذا عرف العبد صفات الكمال والأسماء الحسنى، وأن كل صفات الكمال المطلق الله متصف بها، فالله جميل لا يدانيه شيء في الحسن والجمال، والله -تبارك وتعالى- غني، وكريم، وقوي، ومحسن، وبر، ولطيف، ورءوف، ورحيم، أرحم بنا من الوالدة بولدها، إلى غير ذلك من أوصاف الكمالات، فإن القلب ولابد تأسره هذه الأوصاف أسراً، فينجذب إلى هذا المحبوب، إلى هذا المعبود، إلى هذا الموصوف بهذه الصفات الكاملة، فيحبه محبة لا تدانيها محبة ، لهذا يقول العز بن عبد السلام -رحمه الله-: “أحب عباد الله تعالى إليه، وأكرمهم عليه: العارفون بما يستحقه مولاهم من أوصاف الجلال، ونعوت الكمال، فهم في رياض معرفته حاضرون، وإلى كمال صفاته ناظرون، إن نظروا إلى جلاله هابوه، وإن نظروا إلى جماله أحبوه، وإن نظروا إلى شدة نقمته خافوه، وإن نظروا إلى سعة رحمته رجوه”
يقول ابن القيم –رحمه الله-: “فالمحبة هي المنزلة التي تنافس فيها المتنافسون، وإليها شخص العاملون، وإلى علمها شمر السابقون، وعليها تفانى المحبون، وبروح نسيمها تروّح العابدون، وهي قوت القلوب، وغذاء الأرواح، وقرة العيون، وهي الحياة التي من حُرمها فهو من جملة الأموات، والنور الذي من فقده فهو في بحار الظلمات، والشفاء الذي من عُدمه حلت بقلبه جميع الأسقام، واللذة التي من لم يظفر بها فعيشه كله هموم وآلام، وهي روح الإيمان والأعمال والمقامات والأحوال، والتي متى خلت منها فهي كالجسد الذي لا روح فيه.
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.