الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 3 )

الخميس _27 _فبراير _2020AH admin
الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 3 )

الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 3 )

سابعًا : تزكية النفوس:

هذا الدين يهدف إلى إصلاح الإنسان، وإنما يكون صلاحه بإقامة العباد على قاعدة العبودية الحقة، وعلى طريقها الذي شرعه الله -تبارك وتعالى-، وكان المفتاح لذلك والجادة التي يسلكها من أراد أن يصلح قلبه وحاله ونفسه هو النظر في آيات الله -عز وجل- التي تحدثنا عن المعبود -جل جلاله-، وأسمائه وصفاته، وتربط القلوب به، وبهذا تتجه القلوب والوجوه إلى الرب المالك المعبود -سبحانه وتعالى-.

وقد كان الأصل والمحور الذي يدور حوله القرآن هو الحديث عن الله -عز وجل- وصفاته، وفعله في الكون.

هذا الحديث هو الذي يحرك النفوس، ويستثير الهمم، ويجعل العبد مشمراً في طاعة الله -عز وجل- سالكاً صراطه المستقيم، وبذلك تزول الأدناس والأرجاس التي تعوقه عن فعل الخير، والتعلقات في الأمور الدنية، التي تشغله عن التعلق بربه -جل جلاله-: ( اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ )

فالعلم بأسماء الله وصفاته هو العاصم بإذن الله -عز وجل- لهذه النفوس عن الخطل والزلل والانحراف، وهو المقيل من العثرة، وهو الفاتح لباب الأمل، فبذلك تعرف النفوس أن ربها غفور رحيم تواب، يتوب على من تاب وأناب، كما أنه يعينهم على الصبر.

 

الشيخ عبد العزيز الحماد

شاركنا بتعليق


12 + 17 =




بدون تعليقات حتى الآن.