الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 4 )

الخميس _5 _مارس _2020AH admin
الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 4 )

ثامناً: تحقيق السعادة:

فالعلم بالأسماء والصفات، والتعبد بها هو قطب السعادة، ورحى الفلاح والنجاح، من رام السعادة وابتغاها فليأخذ نفسه بأسماء الله وصفاته، فبها الأنس كله، والأمن كله، وما راحة القلب وسعادته إلا بها؛ لأنها تتعلق بمن طِبُّ القلوب بيديه، وسعادتها بالوصول إليه، وكمال انصباب القلب إليه، ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن لله تسعة وتسعين اسماً، من أحصاها دخل الجنة ) وأعلى منازل الإحصاء هو التعبد، فهذا هو قطب السعادة، ومدار الفلاح والنجاح.

قال ابن القيم : فمن تعلق بصفة من صفاته أخذته بيده حتى تدخله عليه، ومن سار إليه بأسمائه الحسنى وصل إليه، ومن أحبه أحب أسماءه وصفاته، وكانت آثر شيء لديه، فحياة القلوب في معرفته ومحبته، وكمال الجوارح في التقرب إليه بطاعته، والقيام بخدمته، وكمال الألسنة بذكره، والثناء عليه بأوصاف مِدحته.

فالقلب إذا لم يعرف ربه فإنه يستوحش، وتغمره الوحشة، ويظلم الصدر ويضيق ولو كانت الدنيا بأسرها بيديه، فإنه لا أنس لهذه القلوب إلا بأن تعرف الرب المعبود معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته.

يقول ابن القيم -رحمه الله-: “فالسير إلى الله من طريق الأسماء والصفات شأنه عجب، وفتحه عجب، صاحبه قد سيقت له السعادة، وهو مستلقٍ على فراشه غير تعب، ولا مكدود، ولا مشتت عن وطنه، ولا مشرد عن سكنه”.

والتعرف على الله بالأسماء والصفات ، هو من أعظم السبل الموصلة لله والمحبة له، والتعظيم لشأنه سبحانه، وهذه هي العبودية الحقة التي قال عنها شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية -رحمه الله-: “من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية”.

شاركنا بتعليق


10 − أربعة =




بدون تعليقات حتى الآن.