الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 7 )

الجمعة _13 _مارس _2020AH admin
الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 7 )

ثاني عشر : في معرفة أسماء الله وصفاته، والتعبد له سبحانه بها ثمرات طيبة في الموقف من المصائب والمكروهات والشدائد ، فإذا علم العبد أن ربه عليم حكيم عدل لا يظلم أحدًا رضي وصبر، وعلم أن المكروهات التي تصيبه والمحن التي تنزل به فيها ضروب من المصالح والمنافع التي لا يبلغها علمه؛ لكنها هي مقتضى علم الله تعالى وحكمته فيطمئن ويسكن إلى ربه، ويفوض أمره إليه.

ثالث عشر: ما تثمره هذه الأسماء والصفات من ألوان العبوديات:

والمقصود بالأثر هو ثمرة العبادة التي يجدها العبد عندما يقوم بموجبها من العلم والمعرفة، كما يقول الحافظ ابن القيم -رحمه الله-: وذلك أن لكل صفة من صفات الله تعالى عبودية خاصة بها، فمتى ما تعلمها العبد، وأتى بموجبها من العمل، تحقق له مراده منها، وأثمرت له أنواعاً من العبودية الظاهرة والباطنة، بحسب معرفته وعلمه.

فالأسماء الحسنى والصفات العلى مقتضية لآثارها من العبودية، فاسم الخالق، وصفة الخلق اقتضت لآثارها، فوُجد هذا الخلق، فهكذا تقتضي أيضاً هذه الأسماء والصفات آثاراً من جهة العبودية لله -تبارك وتعالى-، فلكل صفة عبودية خاصة هي من موجباتها ومقتضياتها، وهذا مطرد في جميع أنواع العبودية التي تقع على القلب واللسان والجوارح.

وإليك بعض النماذج من هذه العبوديات، فمن ذلك:

أولا: الدعاء:

فمن تأمل شيئاً من أسماء الله -عز وجل- وصفاته فإنها ولابد ستقوده إلى أن يتضرع إلى الله بالدعاء، ويبتهل إليه بالرجاء.

وإنما كان الدعاء من أجلّ ثمرات العلم بالأسماء والصفات، وكان هو سلاح المؤمن، وميدان العارف، ونجوى المحب، وسلم الطالب، وقرة عين المشتاق، وملجأ المظلوم؛ لما فيه من المعاني الإلهية العظيمة.

الشيخ عبد العزيز الحماد

شاركنا بتعليق


خمسة − 4 =




بدون تعليقات حتى الآن.