الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 8 )

السبت _21 _مارس _2020AH admin
الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 8 )

ما تثمره هذه الأسماء والصفات من ألوان العبوديات :

ثانيا: التوكل على الله -تبارك وتعالى-:

فيعتمد القلب على ربه -جل جلاله-، ويفوض أمره إليه، فالتوكل من أعظم العبادات تعلقاً بالأسماء

 والصفات، وذلك أن مبناه على أصلين:

الأول: علم القلب، وهو يقينه بعلم الله وكفايته، وكمال قيامه بشأن خلقه، فهو القيوم -سبحانه وتعالى-، الذي كفى عباده شئونهم، فبه يقومون، وله يصمدون. 

والثاني: عمل القلب، وهو سكونه إلى العظيم، الفعال لما يريد، وطمأنينته إليه، وتفويض أمره إليه، ورضاه وتسليمه بتصرفه وفعله؛ إذ كل شيء يمضي ويكون فبحكمه وحكمته وقدره وعلمه، لا يندّ شيء في الأرض ولا في السماء عن قدرته، فله الحكم، وإليه يرجع الأمر كله.

فإذا عرف العبد هذا، ركن إلى الله -عز وجل- وفوض أمره إليه، وصار واثقاً بتدبيره وتصرفه، فهو عليمٌ حكيم، يضع الأمور في مواضعها، ويوقعها في مواقعها ، يقول ابن القيم -رحمه الله-: “كلما كان بالله أعرف كان توكله عليه أقوى”

ثالثا: الرضا:

فهو من ثمرات المعرفة بالله، فمن عرف الله بعدله، وحلمه، وحكمته، ولطفه، أثمر ذلك في قلبه الرضا بحكم الله وقدره في شرعه وكونه، فلا يعترض على أمره ونهيه، ولا على قضائه وقدره .

فالعبد المؤمن الذي عرف الله بأسمائه وصفاته يرضى؛ لأنه يعلم أن تدبير الله خير من تدبيره لنفسه، وأنه -تعالى- أعلم بمصلحته من نفسه، وأرحم به من نفسه، وأبر به من نفسه، ولذا تراه يرضى ويسلم، بل إنه يرى أن هذه الأحكام القدرية والكونية، أو الشرعية إنما هي رحمة وحكمة، وحينئذ لا تراه يعترض على شيء منها، بل لسان حاله: “رضيت بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا” وهذا هو محض الإيمان.

شاركنا بتعليق


20 + 15 =




بدون تعليقات حتى الآن.