الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 9 )

السبت _21 _مارس _2020AH admin
الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 9 )

رابعاً: اليقين والسكينة والطمأنينة:

فاليقين هو: الوقوف على ما قام بالحق من أسمائه وصفاته، ونعوت كماله وتوحيده.

وباليقين مع الصبر تنال الإمامة في الدين ( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) .

يقول الحافظ ابن القيم –رحمه الله-: “فاليقين روح أعمال القلوب، التي هي أرواح أعمال الجوارح، وهو حقيقة الصديقية”.

ومتى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نوراً وإشراقاً، وانتفى عنه كل ريب، وشك، وسخط، وغم، وامتلأ محبة لله -عز وجل- وخوفاً منه ورضًا به، وشكراً له، وتوكلاً عليه، وإنابة إليه، كما قال بعضهم: اليقين ملاك القلب، وبه كمال الإيمان، وبالقين عرف الله .

فإذا تيقن القلب نزلت السكينة -وهي الطمأنينة والسكون الذي ينزل في القلب عند اشتداد المخاوف والبلاء-، فيزداد ذلك القلب إيماناً وثباتاً، ويكسو الجوارح خشوعاً ووقاراً، ويضفي على اللسان حكمة وصواباً .

خامساً: الخشية:

كلما زادت المعرفة بالله -عز وجل- ازدادت هيبته، وخشيته في القلوب ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) العلماء بالله -عز وجل-، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (فوالله إني لأعلمهم بالله، وأشدهم له خشية) .

وقد فسر ابن عابس -رضي الله عنه- الآية، قال: “إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي، وعزتي وسلطاني”.

ويقول ابن كثير -رحمه الله-: “إنما يخشاه حق خشيته العلماء العارفون به؛ لأنه كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم، الموصوف بصفات الكمال، المنعوت بالأسماء الحسنى، كلما كانت المعرفة به أتم، والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر”.

شاركنا بتعليق


8 − ثلاثة =




بدون تعليقات حتى الآن.