الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 10 )

الأثنين _30 _مارس _2020AH admin
الوقفة الثانية : ثمرات الإيمان بالأسماء الحسنى ( 10 )

سادساً: الذل والتعظيم:

فمن تحقق بمعاني الأسماء والصفات شهد قلبه عظمة الله تعالى، فأفاض على قلبه الذل والانكسار بين يدي الله -جل جلاله-، والعبودية لا يمكن أن تحصل وأن تتم إلا بكمال الذل والتعظيم.

فالتعبد هو التذلل، والطريق المعبد هو الطريق المذلل، كما نعرف في معنى العبودية، فأكمل الخلق عبودية أكملهم ذلا وافتقاراً وخضوعاً، بحيث يحصل للقلب انكسار خاص لا يشبهه شيء، وحينئذ يستكثر العبد القليل من الخير على نفسه، كأنه لا يستحقه، يفرح بعطاء الله -عز وجل- ويستكثر قليل معاصيه لعظمة الله تعالى في قلبه، وهذا هو سجود القلب.

والعبد متى عرف ربه بجلاله وعظمته وعزته فإن ذلك يثمر له الخضوع، والاستكانة والمحبة، وتثمر له تلك الأحوال الباطنة أنواعاً من العبودية الظاهرة هي موجباتها.

يقول الحافظ ابن القيم -رحمه الله-: “وإذا تجلى بصفات العز والكبرياء أعطت نفسه المطمئنة ما وصلت إليه من الذل لعظمته والانكسار لعزته، والخضوع لكبريائه، وخشوع القلب والجوارح له، فتعلوه السكينة والوقار في قلبه ولسانه وجوارحه وسمته، ويذهب طيشه وقوته وحدته”.

سابعاً: الرجاء:

وذلك بمعرفة العبد بغنى الله -جل جلاله- وكرمه، وجوده، وبره، وإحسانه، ورحمته، فهذا يوجد عنده سعة الرجاء، ويثمر له ذلك أنواعًا من العبوديات الظاهرة والباطنة، بحسب معرفته وعلمه.

 

شاركنا بتعليق


17 − ستة =




بدون تعليقات حتى الآن.