الوقفة ( 16 ) : الأسس التي قام عليها معتقد أهل السنة في أسماء الله وصفاته

الثلاثاء _28 _يوليو _2020AH admin
الوقفة ( 16 ) : الأسس التي قام عليها معتقد أهل السنة في أسماء الله وصفاته

ارتكز معتقد أهل السنة في باب أسماء الله وصفاته على ثلاثة أسس رئيسية، هي :

الأساس الأول : الإيمان بما وردت به نصوص القرآن والسنة الصحيحة من أسماء الله وصفاته إثباتًا ونفيًا.

فأهل السنة يجعلون الأصل في إثبات الأسماء والصفات أو نفيها عن الله تعالى هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولا يتجاوزونها، فما ورد إثباته من الأسماء والصفات في القرآن والسنة الصحيحة فيجب إثباته، وما ورد نفيه فيهما فيجب نفيه.

ومجمل القول إن في الأمر ثلاثة أبواب:

ا- باب الأسماء: وهذا يجب الاعتماد فيه على الكتاب والسنة فقط.

2- باب الصفات: وهذا كذلك يجب الاعتماد فيه على الكتاب والسنة فقط.

3- باب الأخبار: وهذا لا يشترط فيه ورود النص الشرعي، ولكن يشترط أن يكون معنى اللفظ المستعمل ليس بسيء.

وهذا الأساس لابد فيه من مراعاة ما يلي:

أولاً: إن طلب العلم في المطالب الإلهية إنما يكون عن طريق الكتاب والسنة وكلام سلف الأمة .

ثانيًا: تقديم الشرع على العقل، فالأصل في الدين الاتباع والمعقول تبع ، فمعتقد أهل السنة في هذا الباب وفي غيره من أبواب العقائد والأحكام أن العقل المجرد ليس له إثبات شيء من العقائد والأحكام، وإنما المرجع في ذلك إلى القرآن والسنة.

ثالثًا: الإيمان بما دلت عليه نصوص الأسماء والصفات من المعاني والأحكام ، أما كيفيتها فيفوضون علمها إلى الله.

رابعًا: رفض التحريف والتعطيل لنصوص الأسماء والصفات.

الأساس الثاني: تنزيه الله جل وعلا عن أن يشبه شيء من صفاته شيئًا من صفات المخلوقين.

فأهل السنة: يعتقدون أن ما اتصف الله به من الصفات لا يماثله فيها أحد من خلقه، فالله عز وجل قد أخبرنا بذلك بنص كتابه العزيز حيث قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

الأساس الثالث: قطع الطمع عن إدراك كيفية اتصاف الله بتلك الصفات.

 فأهل السنة يفوضون علم كيفية اتصاف الباري عز وجل بتلك الصفات إلى الله عز وجل، فلا علم للبشر بكيفية ذات الله-تبارك وتعالى – والعباد لا يعلمون عن الله تعالى إلا ما علمهم كما قال تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ} فليؤمن العبد بما علمه الله تعالى وليقف معه، وليمسك عما جهله وليكل معناه إلى عالمه .

وتوضيح هذا الأساس يتم بما يلي:

أولاً: إن الله لم يطلع الخلق على ذاته ولم يكلفهم معرفة ذاته.

ثانيًا: قصور العقل عن معرفة كيفية صفات الله.

لأن الشيء لا تعرف كيفية صفاته إلا بعد العلم بكيفية ذاته، أو العلم بنظيره المساوي له، أو بالخبر الصادق، وكل هذه الطرق منتفية في كيفية صفات الله، فوجب بطلان تكييفها.

ثالثاً: معنى قول السلف: “بلا كيف”.

إن معنى قول السلف “بلا كيف” أي بلا كيف يعقله البشر، فليس المراد من قولهم “بلا كيف” هو نفي الكيف مطلقًا، فإن كل شيء لابد أن يكون على كيفية ما، ولكن المراد هو نفي العلم بالكيف، إذ لا يعلم كيفية ذاته وصفاته إلا هو سبحانه ، فهذا مما استأثر الله بعلمه فلا سبيل إلى الوصول إليه، فكما أن ذات الله لا يمكن للبشر معرفة كيفيتها، فكذلك صفاته سبحانه لا نعلم كيفيتها

رابعًا: عدم معرفة الكيفية لا يقدح في الإيمان بالصفات ومعرفة معانيها.

الشيخ عبد العزيز الحماد

شاركنا بتعليق


واحد + واحد =




بدون تعليقات حتى الآن.