الوقفة ( 18 ) : أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد

الثلاثاء _11 _أغسطس _2020AH admin
الوقفة ( 18 ) : أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد

 ليس في الرواية الصحيحة لهذا الحديث ما يدل على حصر أسماء الله – عز وجل – بالعدد المذكور، يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: “اتفق العلماء على أن هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه – سبحانه وتعالى – فليس معناه أنه ليس له أسماء غير هذه التسعة والتسعين؛ وإنما مقصود الحديث أن هذه التسعة والتسعين من أحصاها دخل الجنة ، فالمراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر الأسماء”

وقال الخطابي: “فجملة “من أحصاها” مكملة للجملة الأولى وليست استثنائية منفصلة، ونظير هذا قول العرب: إن لزيد ألف درهم أعدها للصدقة، وكقولك إن لعمرو مائة ثوب من زاره خلعها عليه، وهذا لا يدل على أنه ليس عنده من الدراهم أكثر من ألف درهم، ولا من الثياب أكثر من مائة ثوب، وإنما دلالته أن الذي أعده زيد من الدراهم للصدقة ألف درهم، وأن الذي أرصده عمرو من الثياب للخلع مائة ثوب”

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في درء تعارض العقل والنقل: “والصواب الذي عليه الجمهور أن قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة) معناه: أن من أحصى التسعة والتسعين من أسمائه دخل الجنة، ليس مراده أنه ليس له إلا تسعة وتسعون اسمًا.

وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: (اللَّهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) رواه مسلم ، فأخبر: أنه عليه الصلاة والسلام  لا يحصي ثناءً عليه، ولو أحصى جميع أسمائه لأحصى صفاته، فكان يحصي الثناء عليه، لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه .

ومن أقوى الأدلة على أن أسماء الله – عز وجل – ليست محصورة في “تسعة وتسعين اسمًا” ما رواه عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: (ما أصاب أحدًا قط هم ولا حزن فقال: اللَّهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله حزنه وهمه، وأبدل مكانه فرحًا) رواه أحمد في المسند .

ومن هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة: ” فيفتح عليَّ من محامده بما لا أحسنه الآن ” رواه البخاري ، وتلك المحامد هي بأسمائه وصفاته .

شاركنا بتعليق


ثلاثة × 3 =




بدون تعليقات حتى الآن.