الوقفة ( 20 ) مراتب الإحصاء:

الأثنين _31 _أغسطس _2020AH admin
الوقفة ( 20 ) مراتب الإحصاء:

مراتب إحصاء أسماء الله الحسنى ثلاثة :

المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعدِّها؛ أي: “حفظها”.

المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها.

المرتبة الثالثة: دعاؤه بها، كما قال تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} والدعاء هنا مرتبتان:

إحداهما: دعاء ثناء وعبادة.

والثاني: دعاء مسألة وطلب.

فلا يُثنى عليه إلا بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى ، وكذلك لا يسأل إلا بها .

فهذه مراتب إحصاء أسمائه التي من أحصاها دخل الجنة، وهذا هو قطب السَّعادة ومدار النَّجاة والفلاح.

  وهذا الإحصاء لا يتحقق على الوجه الصحيح حتى يكون الإنسان متَّبعا لعقيدة أهل السنة والجماعة الذين يؤمنون بما دلت عليه أسماء الله وصفاته من المعاني، وبما يترتب عليها من مقتضيات وأحكام، بخلاف أهل الباطل الذين أنكروا ذلك وعطلوه كليا أو جزئيا.

ولذلك فلابد من مراعاة الأمور التالية عند الإيمان بأسماء الله الحسنى :

أولا: الإيمان بجميع أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة.

ثانيا: الإيمان بما دل عليه كل اسم منها من المعنى، واحترام ذلك المعنى وعدم تحريفه.

ثالثا: الإيمان بما يتعلَّق به من الآثار والحكم والمقتضى.

وكمثال على ذلك: “السميع”.

اسم من أسماء الله الحسنى وردت به النصوص، فلابد للإيمان به وتحقيق إحصائه على الوجه المطلوب من:

1- إثبات اسم “السميع” اسما لله عز وجل.

2- إثبات ما دل عليه من المعنى الذي نسميه الصفة، فالله عز وجل متصف بصفة السمع، وهذا الاسم دل على ذلك

3- إثبات الحكم- أي الفعل- وهو أن الله يسمع السر والنَّجوى.

وإثبات المقتضى والأثر المترتب على ذلك: وهو وجوب خشية الله ومراقبته وخوفه والحياء منه، والالتجاء إليه، ودعاؤه عز وجل، فهو سبحانه يسمع السر والنَّجوى.

وهكذا الشأن في جميع أسماء الله يجب أن تعامل هذه المعاملة ليتحقق إحصاء أسماء الله ودعاؤه عز وجل بها كما أمر بذلك في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.

وأكمل الناس عبودية : المتعبِّد بجميع الأسماء والصفات التي يطَّلِع عليها البشر، فلا تحجبه عبودية اسم عن عبودية اسم آخر، كمن يحجبه التعبد باسمه “القدير” عن التعبد باسمه “الحليم الرحيم”، أو يحجبه عبودية اسمه “المعطي” عن عبودية اسمه “المانع” أو عبودية اسمه “الرحيم العفو الغفور” عن اسمه “المنتقم”، أو التعبد بأسماء “التودد ، واللطف، والإحسان” عن أسماء “العدل، والجبروت، والعظمة، والكبرياء” ونحو ذلك.

وهذه طريقة الكُمَّل من السائرين إلى الله، وهي طريقة مشتقة من قلب القرآن، قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} ، والدعاء بها يتناول دعاء المسألة، ودعاء الثناء، ودعاء التعبد. وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويثنوا عليه بها، ويأخذوا

 بحظِّهم من عبوديتها ، وهو سبحانه يحبُّ موجب أسمائه وصفاته.

شاركنا بتعليق


16 − ثلاثة =




بدون تعليقات حتى الآن.