الوقفة ( 23 ) : التحذير من الإلحاد في أسماء الله الحسنى .

الأثنين _21 _سبتمبر _2020AH admin
الوقفة ( 23 ) : التحذير من الإلحاد في أسماء الله الحسنى .

قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.

والإلحاد في أسمائه: هو العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها.

والإلحاد في أسمائه تعالى أربعة أنواع :

أحدها:أن يسمى الأصنام بها كتسميتهم اللات من الإلهية، والعزى من العزيز، وتسميتهم الصنم إلاها، وهذا إلحاد حقيقة، فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم الباطلة.

قال ابن عباس ومجاهد: “عدلوا بأسماء الله تعالى عما هى عليه، فسموا بها أوثانهم، فزادوا ونقصوا، فاشتقوا اللات من الله، والعُزَّى من العزيز، ومناة من المنَّان”.

الثاني: تسميته بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له أبا، وتسمية الفلاسفة له موجبا بذاته أو علَّةً فاعلةً بالطبع ونحو ذلك ؛ وذلك لأن أسماء الله تعالى توقيفية، فتسميته تعالى بما لم يسم به نفسه ميلٌ بها عما يجب فيها، كما أن هذه الأسماء التي سمُّوه بها نفسها باطلة ينزه الله تعالى عنها .

الثالث: أن ينكر شيئا منها أو مما دلت عليه من الصفات والأحكام كما فعل أهل التعطيل من الجهمية وغيرهم، وإنما كان ذلك إلحادا لوجوب الإيمان بها وبما دلت عليه من الأحكام والصفات اللائقة بالله، فإنكار شيء من ذلك ميل بها عما يجب فيها .

الرابع: أن يجعلها دالة على صفات تشابه صفات المخلوقين كما فعل أهل التشبيه؛ وذلك لأن التشبيه معنى باطل لا يمكن أن تدل عليه النصوص، بل هي دالة على بطلانه، فجعْلُها دالة عليه ميل بها عما يجب فيها .

الالحاد دائر بين التعطيل والتمثيل، فلابد للنجاة من الإلحاد والسلامة منه أن نحذر من هذين الداءين، وذلك بالبعد منهما أشد البعد.

الشيخ عبد العزيز الحماد

شاركنا بتعليق


ثلاثة عشر − 7 =




بدون تعليقات حتى الآن.