بالنية الصادقة تنال ثواب العمل وإن لم تعمل

الجمعة _14 _يناير _2022AH admin
بالنية الصادقة تنال ثواب العمل وإن لم تعمل

الكرم من صفات رب العالمين، والعبد إذا أحسن القصد ولم تتهيأ له أسباب عمل الصالحات، فإنه يؤجر على ذلك الفعل وإن لم يعمله كرماً من الله وفضلاً، يقول جابر بن عبد الله – رضي الله عنه -: كنا مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في غزاة فقال: «إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم وادياً إلا كانوا معكم حسبهم المرض» وفي رواية: «إلا شركوكم في الأجر» رواه مسلم. ورواه البخاري عن أنس قال: رجعنا من غزوة تبوك مع النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: «إن أقواماً خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعباً ولا وادياً إلا وهم معنا حبسهم العذر».
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام عن الرجل الذي لا مال عنده وينوي الصدقة ويقول: لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، قال عنه النبي – صلى الله عليه وسلم -: «فهو بنيته فأجرهما سواء». (رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح)

وفي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: «إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة».
فالمسلم يجعل نيته في كل خير قائمة، يقول عمر بن الخطاب – رضي الله عنه -: “أفضل الأعمال صدق النية فيما عند الله”. ومن سره أن يكمل له عمله فليحسن نيته، فإن الله يأجر العبد إذا حسنت نيته حتى باللقمة. يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: «ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجر عليها حتى اللقمة تضعها في فيّ امرأتك» (متفق عليه).
يقول زبيد اليامي: “انو في كل شيء تريد الخير حتى خروجك إلى الكناسة”. ويقول داود الطائي: “رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية”. وكان السلف الصالح يحثون على حسن النية في كل أمر صالح، يقول يحيى بن كثير: “تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل”

«خطوات إلى السعادة» (ص15)

شاركنا بتعليق


18 + 8 =




بدون تعليقات حتى الآن.