بدع نهاية العام وبدايته

الجمعة _26 _أغسطس _2022AH admin
بدع نهاية العام وبدايته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله_صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
من بدع نهاية العام وبدايته:
الالتزام بدعاء معين في بداية العام
وهذا من الأمور المنكرة اختراع دعاء خاص في أول يوم من السنة يقال له دعاء أول السنة
قال أبو شامة: ولم يأت شيء في أول ليلة المحرم.
وقال بكر أبو زيد: لا يثبت في الشرع شيء من ذكر أو دعاء في أول العام, وهو أول يوم أو ليلة من محرم, وقد أحدث الناس فيه من الدعاء والذكر ما لا دليل عليه.
وقال جمال الدين القاسمي:تتقاضى العامة في بعض المساجد أئمتها في قراءة دعاء ليلتي أول العام وآخره, وهو دعاء مخترع لم يؤثر عن النبي – صلى الله عليه وسلم – ولا عن أصحابه ولا التابعين –  رضي الله عنهم- ولم يرد في مسند من المسانيد , ولا في كتب الموضوعات وهو مخترعات بعض المتمشيخين المتمفقرين,…ومن أعظم الفرى على الله -عز وجل-ورسوله قول مخترعه عليه من الله مايستحق-أن من قرأه يقول له الشيطان:قد تعبنا معه طول السنة, فأفسد عملنا في ساعة. فيا الله! وما الأعجب إلا تلقي المتعلمين له بالقبول, وإقرارهم عليه, لأنه دعاء وهو خير, وقد غفلوا عما قال الإمام العز بن عبد السلام-رحمه الله-:إن استعمال الخير ينبغي أن يكون مشروعاً من النبي – صلى الله عليه وسلم –, فإذا علمنا أنه كذب خرج من المشروعية.
الالتزام بالحديث عن الهجرة النبوية
من الأمور الحادثة التزام بعض الناس في الحديث عن الهجرة النبوية بداية كل عام بإقامة الخطب والمحاضرات وعقد الندوات, وهذا لا شك في أنه عمل محدث مردود من وجوه:
1-أن بداية العام الهجري لم يحددها النبي – صلى الله عليه وسلم – ,إنما حددها الصحابة من باب التنظيم.
2-أن الهجرة النبوية لم تكن في محرم ,حيث جزم ابن إسحاق بأنه خرج في أول يوم من ربيع الأول.
فأذا كان هذا هو تاريخ الهجرة, فإن الالتزام بالحديث عنها في هذا التوقيت له آثار سيئة منها:
1-أن فيه تضليلاً للناس في اعتقادهم أن هذا تاريخ الهجرة,وهذا ليس بصحيح.
2-أن فيه التزام شيء لم يلتزمه الصحابة وهم أكثر الناس حباً للرسول – صلى الله عليه وسلم – وأحرصهم على هديه.
3-أن التزام هذا الأمر يصور للعامة أن من لا يتحدث في هذا التوقيت عن الهجرة جافٍ للرسول – صلى الله عليه وسلم –.
والخلاصة أن هذا الأمر لم يرد عن الرسول – صلى الله عليه وسلم – ولا عن الصحابة. وهذا يستوجب الحكم بالبدعة.
الاحتفال برأس السنة الهجرية:
لم يكن السلف –رحمهم الله- يحتفلون بمثل هذه الأعياد , وإنما أحدثها بعض الخلفاء الفاطميين:
قال المقريزي: وكان للخلفاء الفاطمين في طوال السنة أعياد ومواسم,وهي موسم الفاطميين رأس السنة, وموسم أول العام.
وقال أيضاً:وكان للخلفاء اعتناء بليلة أول المحرم في كل عام,لأنها أول ليالي السنة وابتداء أوقاتها.
أقوال أهل العلم في حكم الاحتفال برأس السنة الهجرية:
1-قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الأعياد شريعة من الشرائع، فيجب فيها الاتباع، لا الابتداع. وللنبي – صلى الله عليه وسلم – خطب وعهود ووقائع في أيام متعددة: مثل يوم بدر، وحنين، والخندق، وفتح مكة، ووقت هجرته، ودخوله المدينة، وخطب له متعددة يذكر فيها قواعد الدين. ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ أمثال تلك الأيام أعياداً. وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعياداً، أو اليهود، وإنما العيد شريعة، فما شرعه الله اتبع. وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه.
2-وفي فتاوى اللجنة الدائمة ما نصه(الأعياد في الإسلام ثلاثة: يوم عيد الفطر، ويوم عيد الأضحى، ويوم الجمعة، أما أعياد الميلاد الفردية، وغيرها مما يجتمع فيه من المناسبات السارة، كأول يوم من السنة الهجرية والميلادية، وكيوم نصف شعبان أو ليلة النصف منه، ويوم مولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويوم تولي زعيم الملك أو رئاسة جمهورية مثلا، فهذه وأمثالها لم تكن في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا في عهد خلفائه الراشدين، ولا في القرون الثلاثة التي شهد لها النبي –– صلى الله عليه وسلم –– بالخير، فهي من البدع المحدثة التي سرت إلى المسلمين من غيرهم، وفتنوا بها، وصاروا يحتفلون فيها كاحتفالهم بالأعياد الإسلامية أو أكثر)
وقال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله:عندما سئل عن المولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج والهجرة النبوية(لا ريب أن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها وأتم عليها النعمة… وهذه الاحتفالات لم يفعلها الرسول – صلى الله عليه وسلم – وهو أنصح الناس وأعلمهم بشرع الله , وأحرصهم على هداية الأمة وإرشادها إلى ما ينفعها ويرضي مولاها سبحانه , ولم يفعلها أصحابه –  رضي الله عنهم- وهم خير الناس وأعلمهم بعد الأنبياء , وأحرصهم على كل خير , ولم يفعلها أئمة الهدى في القرون المفضلة , وإنما أحدثها بعض المتأخرين , بعضهم عن اجتهاد واستحسان من غير حجة , وأغلبهم عن تقليد لمن سبقهم في هذه الاحتفالات…ويتضح لك أن هذه الاحتفالات كلها بدعة , يجب على المسلمين تركها والحذر منها)
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:( إن كل الأعياد التي تخالف الأعياد الشرعية كلها أعياد بدع حادثة لم تكن معروفة في عهد السلف الصالح، وربما يكون منشئها من غير المسلمين أيضًا، فيكون فيها مع البدعة مشابهة أعداء الله -سبحانه وتعالى-، والأعياد الشرعية معروفة عند أهل الإسلام؛ وهي عيد الفطر، وعيد الأضحى، وعيد الأسبوع “يوم الجمعة” وليس في الإسلام أعياد سوى هذه الأعياد الثلاثة، وكل أعياد أحدثت سوى ذلك فإنها مردودة على محدثيها وباطلة في شريعة الله -سبحانه وتعالى)
بدع بداية العام
من الأمور الخاطئة اعتقاد بعض الناس بأن لبعض الأطعمة والأشربة دوراً في التفاؤل والتوفيق والنجاح عند تعاطيها في بداية العام ومنها:
1-شرب الحليب في بدايته.(لتكون سنتهم كالحليب)
2-اكل الملوخية (حتى تكون سنتهم خضراء)
3-أكل العصيدة.(يزعمون أن من لم يفعلها ,أو يأكل منها يشتد عليه البردفي سنته تلك)
4-لبس ملابس معينة (خاصة النساء :لبس الملابس البيضاء )
5-استخدام سجاد بلون معين (كالسجاد الأخضر)
6-اجتناب شراء الفحم (لأنه أسود)
وهذا التطير والتشاؤم والتفاؤل من الأمور التي حذر منها الشارع الحكيم, قال – صلى الله عليه وسلم – “لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر”
بل اشتد نكيره – صلى الله عليه وسلم – على المتطيرين, ووصف هذا الصنيع بأنه شرك قال – صلى الله عليه وسلم –“الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ”. ثَلاَثًا
فمثل هذا التطير شرك, لأنه أشرك من حيث اعتمد على سبب لم يجعله الله سبباً ,وهو شرك أصغر.
وكذلك فيه من التشبه بالكفار في اعتقادهم بأكلات معينة.

مختصر من كتاب بدع نهاية العام وبدايته. لـ(د/صالح بن مقبل بن عبد الله العصيمي التميمي)

شاركنا بتعليق


19 + ثمانية عشر =




بدون تعليقات حتى الآن.