بقي بن مخلد ونشره للسنة في الأندلس
السبت _21 _يونيو _2025AH admin
«قَالَ الإِمَامُ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ حَزْمٍ الظَّاهِرِيُّ: أَقْطَعُ أَنَّهُ لَمْ يُؤَلَّفْ فِي الإِسْلَامِ مِثْلُ (تَفْسِيْرِ) بَقِيٍّ، لَا (تَفْسِيْرِ) مُحَمَّدِ بنِ جَرِيْرٍ، وَلَا غَيْرِهِ.
قَالَ: وَكَانَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأُموِيُّ صَاحِبُ الأَنْدَلُس مُحِبّاً للعُلُوْمِ عَارِفاً، فَلَمَّا دَخَلَ بَقِيٌّ الأَنْدَلُسَ (بِمُصَنَّفِ) أَبِي بَكْرٍ بنِ أَبِي شَيْبَةَ،
وَقُرِئ عَلَيْهِ، أَنْكَرَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الرَّأْي مَا فِيْهِ مِنَ الخِلَافِ، وَاسْتَبْشَعُوهُ وَنَشَّطُوا العَامَّةَ عَلَيْهِ، وَمَنَعُوهُ مِنْ قِرَاءَتِهِ، فَاسْتَحْضَرَهُ صَاحِبُ
الأَنْدَلُسِ مُحَمَّدٌ وَإِيَّاهُم، وَتَصَفَّحَ الكِتَابَ كُلَّهُ جُزْءاً جُزْءاً، حَتَّى أَتَى عَلَى آخِرِهِ، ثُمَّ قَالَ لخَازِنِ الكُتُبِ: هَذَا كِتَابٌ لَا تَسْتغْنِي خِزَانَتُنَا عَنْهُ،
فَانْظُرْ فِي نَسْخِهِ لَنَا.
ثُمَّ قَالَ لَبَقِيٍّ: انشُرْ عِلْمَكَ وَاروِ مَا عِنْدَكَ.
وَنَهَاهُم أَنْ يَتَعَرَّضُوا لَهُ.»
«سير أعلام النبلاء» (13/ 288)
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.