تعالَ إلى الله

الثلاثاء _15 _نوفمبر _2016AH admin

{إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 89].

أخلص مجيئك إلى الله وحرر قصدك، فلا يشوبه شيء من الحظوظ؛ لتلقى الله تعالى متجرداً من كل شيء إلا من ابتغاء وجهه، وهنا تجد الوعد الكريم:

–        (وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَمَنْ جَاءَنِي يَمْشِي جِئْتُهُ مُهَرْوِلاً)([1]).

–       و«مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ » ([2]).

–        (وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِى لأُعِيذَنَّهُ) ([3]).

فقف أمام هذا الحديث القدسي العظيم بقلب اليقين:

 فالمدوامة على النوافل موجبة لمحبة الله، فأي شيء تريد بعد هذا؟!

فاذا أحبك ربك تولاك وأعطاك سعادة الدنيا والآخرة، وحفظك وأجاب دعاءك  وأحاطك بعنايته، وأذاقك حلاوة الايمان ونعمة اليقين ولذة المناجاة وربيع القلب بالذكر والقرآن وأمدّك بحمل همّ الآخرة وشرح صدرك بالدعوة إلى دينه والجهاد في سبيله: فتعالَ إلى الله بذلك يأتك الله بعزته.

 وأتِ إليه بفقرك يأتك بغناه.

 وأتِ اليه بحاجاتك وضروراتك يأتك الله بفرجه وتيسيره ورزقه من حيث لاتحتسب، وتعال إلى الله بذنوبك وغفلتك وتفريطك يمنّ عليك بهدايته(يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ) ([4]).

وعلى قدر الانكسار بين يدي الله يكون الجبر، فعليك بباب الانكسار الذي هو أحب الأبواب إلى الله تعالى.

اللهم أقبِِل بقلوبنا إليك وصلها فيك ولا تجعل لها مُتعلَقاً سوى الاشتغال بما يرضيك.

 اللهم أحيي قلوبنا من الغفلات،  واشفها من أدواء الشبهات والشهوات.

المشرف العام/ فضيلة الشيخ: عبد الله السلوم

 



([1])أخرجه "البُخاري" (7405) و"مسلم" (6902) من حديث أبي هريرة.

([2]) مسلم(2683) من حديث أنس بن مالك عن عبادة بن الصامت مرفوعا، ورواه مسلم أيضا عن عائشة وأبي هريرة وأبي موسى.

([3])البخاري(6502) من حديث أبي هريرة.

([4]) مسلم(2577) من حديث أبي ذر الغفاري. 

 

شاركنا بتعليق


19 − ستة =




بدون تعليقات حتى الآن.