تغليب جانب الرجاء عند الموت

الأثنين _30 _مارس _2020AH admin
تغليب جانب الرجاء عند الموت

قال النووي -رحمه الله-: (من المستحب تنبيه المحتضر على

إحسان ظنه بالله تعالى، وذكر حسن أعماله عنده؛ ليحسن ظنه

بالله تعالى ويموت عليه، وهذا الأدب مستحب بالاتفاق).

فإحسان الظن بالله مطلوب دائما، ولكن ترجيح الرجاء

على الخوف إنما هو لمن حضرته الوفاة، وأقبل على ربه، فهذا

ينبغي له أن يغلب جانب الرجاء على جانب الخوف.

ولهذا كان بعض السلف يأمر بنيه عند الموت أن يقرؤوا

عليه آيات الرحمة؛ حتى تخرج روحه وهو يحسن الظن بالله

ويعتقد أنه سيغفر له ويرحمه ويتقبله ويستقبله بالإنعام.

حدَّثَ المزنيُّ قال: دخلتُ على الشافعيِّ في مرضِه الذي مات فيه فقلتُ: كيفَ أصبحتَ؟ قال: أصبحتُ من الدنيا راحلًا، وللإخوانِ مفارقًا، ولكأسِ المنيةِ شاربًا، وعلى اللهِ ـ جل ذكرُه ـ واردًا، ولا واللهِ ما أدري روحي تصيرُ إلى الجنةِ أم إلى النارِ؟ ثم بَكَى وأنشأَ يقولُ:

إليك إلهَ الخلقِ أرفعُ رَغْبَتِي … وإن كنتُ يا ذا المنِّ والجودِ مجرمًا

ولما قَسَا قَلْبِي وضاقتْ مذَاهِبي … جَعَلْتُ الرَّجا مِني لِعفُوِكَ سُلَّمًا

تعاظَمَنِي ذَنْبِي فلمَّا قرنتُهُ … بعفوِكَ ربِّي كَانَ عفوُكَ أعظَمَا

فما زلتَ ذا عفوٍ عَنِ الذنبِ لم تَزَلْ … تجُودُ وتعفُو مِنَّةً وتكرُّمَا

فلولاكَ لم يَصْمُدْ لإبليسَ عابدٌ … فكيفَ وَقْدَ أَغْوَى صَفِيَّكَ آدمَا

فيا ليت شِعْري هل أصيرُ لجنَّةٍ … أُهَنّا وإمَّا للسعيرِ فأنْدَما

شاركنا بتعليق


اثنا عشر − خمسة =




بدون تعليقات حتى الآن.