جدد إيمانك

السبت _27 _فبراير _2016AH admin

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [الأنفال: 2]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:(جَدِّدُوا إِيْمَانَكُمْ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ نُجَدِّدُ إِيمَانَنَا؟ قَالَ: أَكْثِرُوا مِنْ قَوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ)([1]).

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الْإِيمَانَ لَيَخْلَقُ فِي جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخْلَقُ الثَّوْبُ الْخَلِقُ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ»([2]).

إن تجديد الإيمان يكون بالذكرى والاعتبار والنظر بيقين بحق الله العظيم على عبده؛ ذلك أن العبد لو أمضى العمر ساجدًا، وأنفق أمثال الجبال، وجاء بعبادة الثقلين = ما أدى حق الله عليه.كما روى البخاري عَنْ أبي هريرة قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ» قَالُوا: وَلاَ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: " لاَ، وَلاَ أَنَا، إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ) ([3])

جدد أخي إيمانك بذكرى العظيمتين الجنة والنار، وتذكر السفر القريب للقبور ومغادرة الدور والقصور، وانقطاع الأعمال وحضور الجزاء.

 وجدد إيمانك بالنظر في قلبك هل يحمل همّ الآخرة أو همّ الدنيا؟

وجدد إيمانك هل فيه محبة الله وخوفه ورجاؤه،أو فيه محبة شهوات الدنيا وأطماعها وزينتها؟ وهل تعيش لآخرتك أو لدنياك؟

وجدد إيمانك هل لك خبيئة بينك وبين ربك لا يعلم بها سواه، وهل نصبح ونمسي على ذكرى الموت والاستعداد له أو أن حجاب الغفلة قد ران على القلوب؟ وهل نطلب صلاح قلوبنا بآيات القرآن ونضعه على دائها؛ ليكون ربيعها وعمود حياتها ؟

وجدد إيمانك: فلا يراك الله حيث نهاك،  ولايفقدك حيث أمرك، ولنحذر من الإصرار على الذنوب؛ فإنها قاصمة الظهر وباب الخذلان والحرمان، فيا ويل من ربه ساخط عليه وهو مقيم على ذنبه، بارد القلب،ضاحك لاهٍ.

اللهم تب علينا وأحيي قلوبنا من رقدات الغفلات.

وكتبه: المشرف العام / الشيخ عبد الله السلوم



([1])(أخرجه أحمد 2/359 (8695) وضعفه الألباني في الضعيفة (896)

([2]) أخرجه الحاكم في المستدرك (1/ 45)،  والطبراني في الكبير برقم (14668) وصححه الحاكم ، وحسنه المناوي والعراقي والألباني.

([3])البخاري (5673)، صحيح مسلم (2816)

 

شاركنا بتعليق


16 − خمسة =




بدون تعليقات حتى الآن.