حكم الحلف بغير الله

الخميس _26 _يوليو _2018AH admin
حكم الحلف بغير الله

حكم الحلف بغير الله:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

إن من المخالفات العقدية التي تنافي التوحيد ، الحلف بغير الله كالحلف بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بأحد الصالحين ، أو بالأمانة أو نحو ذلك ، وقد فشا في المسلمين هذا المنكر في وقت بات فيه الدين غريباً ، وليت الأمر يصل عند هذا الحد ! بل تجاوزه إلى ما هو أخطر ، حيث يجادلك من قالها أحياناً بغير علم ، ويحاول تصويب نفسه عن طريق حجة بالية سبقه إليها المشركون ويقول : إنا وجدنا قومنا على ذلك! فيجمع غيراً إلى غيره ، وباطلاً إلى باطله – فلا حول ولا قوة إلا بالله – .

وقد ساعد على انتشار هذا المنكر أمور منها :-

1)   الجهل بالله وعدم تقديره حق قدره ، كما قال تعالى :{ وما قدرو الله حق قدره} في مواضع من كتابه -عز وجل- .

2)   إهمال فريضة الأمر والنهي ، والنصح والإرشاد ، ولا يخفى ما لأثر ذلك على فشو المنكرات بعامة.

 

 وقد تكلم أهل العلم عن حكم الحلف بغير الله وبينوا ذلك بياناً شافياً حيث قسموا ذلك إلى قسمين:-

1)   أن يقوم بقلب الحالف تعظيم لمن حلف به من المخلوقات مثل تعظيم الله: فهو شرك أكبر مخرج من الملة ؛ فإن كان جاهلاً علم فإن أصر فهو والعالم ابتداء سواء ، كل منهما يكون مشركا شركاً أكبر.

2)   أن يحلف بغير الله بلسانه من غير أن يعتقد بقلبه تعظيم من حلف به أو ما حلف به ، فهذا إن كان جاهلاً علِّم فإن أصر فهو والعالم ابتداء سواء كل منهما مشرك شركاً أصغر

 وكونه شركاً أصغر هذا لا يعني أن المسلم يتساهل في ذلك ، فإن الشرك الأصغر أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر . قال ابن مسعود رضي الله عنه: « لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا » فالحلف بالله كذباً هو اليمين الغموس وهي من الكبائر ، ومع ذلك فقد جعل ابن مسعود رضي الله عنه الشرك الأصغر أكبر منها.

 وسر المسألة : أن الحلف يقتضي تعظيم المحلوف به هذا هو الأصل.

وقد دل على ذلك أحاديث , منها:-

1)   قال صلى الله عليه وسلم : {من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت} أخرجه البخاري ، عن عمر رضي الله عنه .

2)   عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : {من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك} [رواه أحمد وأبو داود]

3)   ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: {من حلف منكم فقال في حلفه: باللات والعزَّى فليقل: لا إله إلا الله ، ومن قال لأخيه: تعال أقامرك فليتصدق} [رواه البخاري]

4)   ما أخرجه النسائي بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه حلف باللات والعزى فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال : {قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير وانفث عن يسارك ثلاثا وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تعد} وهذا يشي بعظم هذا الذنب وخطورته على إيمان العبد.

وقد حكى الإمام ابن عبد البر رحمه الله الإجماع على أنه لا يجوز الحلف بغير الله.

وهذه الأدلة واضحة ناصعة تنطق بألفاظها فضلاً عن معانيها بتحريم الحلف بغير الله ، فهل تجد آذاناً مصغية ممن ابتلوا بهذه المصيبة؟ ، ولله درّ من قال:-

وليس يصح في الأذهان شيء *** إذا احتاج النهار إلى دليل

اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئاً نعلمه ونستغفرك لما لا نعلمه.

والله تعالى أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين.

شاركنا بتعليق


19 − ثمانية =




بدون تعليقات حتى الآن.