خطأ من يجعل مدح النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تجارة

الخميس _24 _نوفمبر _2022AH admin
خطأ من يجعل مدح النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تجارة

وسئل الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى: عن حكم جعل مدح النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تجارة؟
فأجاب بقوله: حكم هذا محرم، ويجب أن يعلم بأن المديح للنبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ينقسم إلى قسمين:
أحدهما: أن يكون مدحًا فيما يستحقه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بدون أن يصل إلى درجة الغلو فهذا لا بأس به أي لا بأس أن يمدح رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بما هو أهله من الأوصاف الحميدة الكاملة في خلقه وهديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
والقسم الثاني: من مديح الرسول، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قسم يخرج بالمادح إلى الغلو الذي نهى عنه النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وقال: «لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله» . فمن مدح النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بأنه غياث المستغيثين، ومجيب دعوة المضطرين، وأنه مالك الدنيا والآخرة، وأنه يعلم الغيب وما شابه ذلك من ألفاظ المديح فإن هذا القسم محرم بل قد يصل إلى الشرك الأكبر المخرج من الملة، فلا يجوز أن يمدح الرسول، عليه الصلاة والسلام، بما يصل إلى درجة الغلو لنهي النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عن ذلك.
ثم نرجع إلى اتخاذ المديح الجائز حرفة يكتسب بها الإنسان فنقول أيضًا: إن هذا حرام ولا يجوز؛ لأن مدح الرسول، عليه الصلاة والسلام، بما يستحق وبما هو أهل له، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من مكارم الأخلاق والصفات الحميدة، والهدي المستقيم مدحه بذلك من العبادة التي يتقرب بها إلى الله، وما كان عبادة فإنه لا يجوز أن يتخذ وسيلة إلى الدنيا لقول الله – تعالى -: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} . والله الهادي إلى سواء الصراط.
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (1/ 319)

شاركنا بتعليق


15 − ثلاثة عشر =




بدون تعليقات حتى الآن.