درجات الإخبات

الجمعة _8 _أكتوبر _2021AH admin
درجات الإخبات

وهو على ثلاث درجات:
– الدّرجة الأولى: أن تستغرق العصمة الشّهوة، وتستدرك الإرادة الغفلة، ويستهوي الطّلب السّلوة.. و(العصمة) هي الحماية والحفظ، و(الشّهوة) الميل إلى مطالب النّفس، و(الاستغراق للشّيء) الاحتواء عليه والإحاطة به. فإذا استوفت العصمة جميع أجزاء الشهوة: فذلك دليل على إخباته. ودخوله في مقام الطّمأنينة، ونزوله أوّل منازلها. فالحاصل: أنّ عصمته وحمايته تقهر شهوته، وإرادته تقهر غفلته، ومحبّته تقهر سلوته.

– الدّرجة الثّانية: أن لا يوحش قلبه عارض، ولا يقطع عليه الطّريق فتنة. ومن أقوى هذه العوارض: عارض وحشة التّفرّد فلا يلتفت إليه؛ كما قال بعض الصّادقين: “انفرادك في طريق طلبك دليل على صدق الطّلب”، وقال آخر: “لا تستوحش في طريقك من قلّة السّالكين، ولا تغترّ بكثرة الهالكين”. وأمّا الفتنة الّتي تقطع عليه الطّريق: فهي الواردات الّتي ترد على القلوب، تمنعها من مطالعة الحقّ وقصده. فإذا تمكّن من منزل (الإخبات) وصحّة الإرادة والطّلب لم يطمع فيه عارض الفتنة. –

الدّرجة الثّالثة: أن يستوي عنده المدح والذّمّ وتدوم لائمته لنفسه. فاعلم أنّه متى استقرّت قدم العبد في منزلة الإخبات وتمكّن فيها، ارتفعت همّته، وعلت نفسه عن خطفات المدح والذّمّ، فلا يفرح بمدح النّاس، ولا يحزن لذمّهم. والوقوف عند مدح النّاس وذمّهم: علامة انقطاع القلب، وخلوّه من اللّه.  
(مدارج السالكين).

شاركنا بتعليق


1 × ثلاثة =




بدون تعليقات حتى الآن.