سلسلة (الحياة مع القرآن) الحلقة الأولى: مدخل إلى السلسلة

الأثنين _24 _أكتوبر _2016AH admin

الحمد لله وهب الإيمان للصادقين, وفتح على قلوب المخلصين, وأنار بصائرهم بذكره ودعائه وشكره, وأغاث قلوبهم بتدبر كتابه ومواعظ آياته, فاستنارت قلوبهم بالقرآن, وحيت بربيعه وأشرقت بأنواره, فأحبوا الله بسبب صدقهم في طلب مرضاته, وصدقهم في حب كتابه وتدبره وترديده, والتغني به, وحسن صحبته, فكان لهم ورداً ودواءً وغنيمة وشفاء {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} [فصلت: 44].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, خليل الرحمن, والمغتبط بالقرآن, والداعي إلى الإحسان صلوات الله عليه وسلامه ما امتد الزمان.

لقد قست القلوب, وأقحطت العيون, وذهب الخشوع, وجف التأثر في النفوس, فلا شيء أصلح للقلب يحييه ويزكيه ويُذكّره من كلام الله تعالى العظيم, والذي وصفه الله عز وجل لعباده بأعظم الأوصاف ليُحيوا به قلوبهم, وتسموا به أرواحهم, وتزكوا به نفوسهم, وتصلح أحوالهم؛ ذلك أن القرآن العظيم به الهداية والنصر والكفاية والسكينة, وبه الخشوع والإنابة إلى الله, وبالقرآن العظيم دفع الكروب والخطوب, وبه الملاذ إلى الله تعالى من كل بلية في النفس, ومن كل أذية ظالم ومعتدي, وبالقرآن العظيم دفعُ كل شبهة مفتون, وبالقرآن العظيم رد على كل ناشر للفساد, ومهيج للرذيلة, ومناد للاختلاط والفتن والشهوات, وبالقرآن العظيم سكينةُ لكل قلب سكن إلى الله تعالى, وطلب نعمة الإيمان, وحلاوة الذكر, وغنيمة المناجاة, وبالقرآن العظيم الحصن الحصين لكل من أغوته نفسه والشياطين بركوب المنكرات, والتخلف عن الصلوات.

 ولا عجب أن يكون القرآن العظيم هو سبيل النصر والسعادة في الدنيا والآخرة, فلقد وصفه الله تعالى بأنه هدى, وذكرى, وبشرى, ونور, ورحمة, وروح.

وللحديث بقية

كتبه المشرف العام/ فضيلة الشيخ: عبد الله السلوم

شاركنا بتعليق


12 − أربعة =




بدون تعليقات حتى الآن.