سلسلة الحياة مع القرآن: الحلقة الخامسة(1): خطوات عملية لنربي أنفسنا على القرآن:
الجمعة _4 _نوفمبر _2016AH admin
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
ففي نهاية هذه السلسلة التي أسأل الله أن ينفع بها نقوم بوضع خطوات عملية لنربي أنفسنا على القرآن.
ولكن لتعلم أخي الكريم: أن التخطيط والقدرات لا تكفي لبلوغ ما نريد, ولكن لابد من سؤال الله الإعانة والتوفيق لتكون قراءة القرآن لذة وطعماً لا يتخلى عنه العبد.
فعبادة قراءة القرآن من أعظم نعم الله على عباده, وكل عبادة لها عبادتان لازمتان: عبادة قبلها, وعبادة بعدها:
فالعبادة التي قبلها هي عبادة الاستعانة بالله, فاطلب العون من الله قبل كل عبادة يُعنك.
والعبادة التي بعدها هي عبادة الاستغفار والشكر, فتستغفر الله من التقصير وتشكر الله على أن وفقك لأداء تلك العبادة, وبهذا تكون موصول القلب بربك, ترجوه وتسترحمه وتسأله الثبات والقبول.
ومن هذه الخطوات:
أولاً: اجعل لك ورداً من القرآن يومياً تختمه بما لا يقل عن أسبوع, ولا يزيد عن شهر, وكان الصحابة يختمون في أسبوع؛ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اقْرَأِ الْقُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ» قَالَ قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: «فَاقْرَأْهُ فِي عِشْرِينَ لَيْلَةً» قَالَ قُلْتُ: إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: «فَاقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ وَلَا تَزِدْ عَلَى ذَلِكَ» ([1])
وحديث أوس بن حذيفة قال: " سَأَلْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ يُحَزِّبُونَ الْقُرْآنَ، قَالُوا: ثَلَاثٌ، وَخَمْسٌ، وَسَبْعٌ، وَتِسْعٌ، وَإِحْدَى عَشْرَةَ، وَثَلَاثَ عَشْرَةَ، وَحِزْبُ الْمُفَصَّلِ وَحْدَهُ "([2]).
ثانياً: اجعل لك أهدافاً من قراءة القرآن غير طلب الثواب من القراءة فقط, فمن الأهداف أن تطلب من الله أن يتأثر قلبك بالقرآن, وأن تهتدي وتتوب بالقرآن, وأن تتعلم من القرآن, وأن تطلب الشفاء من أسقامك بالقرآن, وأن تدعو الله إذا مررت بدعاء في القرآن, وأن تستعيذ إذا مررت باستعاذة.
وللحديث بقية.
المشرف العام/ فضيلة الشيخ: عبد الله السلوم
([1]) أخرجه "البُخَارِي" (5054) و"مسلم" (1159) واللفظ له.
([2])أخرجه أحمد 4/9 (16266)، وأبو داود ( 1393)، وابن ماجه (1345)، وضعفه الألباني والأرناؤوط.
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.