سلسلة الحياة مع القرآن: الحلقة الرابعة: هلموا إلى كتاب ربكم

الجمعة _4 _نوفمبر _2016AH admin

ألا تحبون أن يمن الله علينا لنكون ورثة كتابه, ولنكون من أهل الله وخاصته {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } [فاطر: 32].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن لله تعالى أهلين من الناس: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته "([1])

أخي إن حبك للقرآن في تلاوته وتدبره وترديده وحفظه هو إكرام من الله لك, فاغتنم ساعات العمر لا تمضي عليك بالقال والقيل, ورديء الكلام, وربما بالغيبة والنميمة والاستهزاء.

والقرآن العظيم كله من أوله إلى آخره أنزله الله لربط القلوب بعلام الغيوب حتى تحبه وتطيعه وترجوه وتذكره وتشكره وتنيب إليه وتستقيم على هديه. وأكثر عبادة وردت في القرآن بعد التوحيد هي عبادة ذكر الله تبارك وتعالى.

لقد قست قلوبنا وأصبحت العبادات على الجوارح فقط, فلا عين تبكي من خشية الله, ولا قلب يتأثر محبة وخوفاً ورجاءً, ولا سلوك يتعدل, ولا صلاة تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر.

 إن مصيبتنا الكبرى هي في قلوبنا, وأعظم علاج لها هو الذي دلنا عليه خالقنا سبحانه, فلقد وصف كلامه العظيم بأنه شفاء وهدى ونور وذكرى وروح تحيا به القلوب وتشفى, فهل نقبل على هذا الدواء المضمون المبارك نستشفي به من علل قلوبنا, وجنوح شهواتنا, وطول غفلاتنا؟

 فإذا حيت القلوب سهلت عليها الطاعات, ونفرت من المنكرات, وإذا حييت القلوب تعلقت بالله والدار الآخرة, واستهانت بمطام هذه الدنيا الزهيدة, وإذا حييت القلوب حملت هم الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة, وإذا حيت القلوب أخلصت لربها وأعرضت عن الرياء والسمعة, ولم تولع بطلب المدح من الناس والمنزلة في قلوبهم.

المشرف العام/ فضيلة الشيخ: عبد الله السلوم

 



([1])أخرجه أحمد 3/127 (12304) و"ابن ماجه" (215). وصححه البوصيري والألباني، وحسنه الأرناؤوط.

 

شاركنا بتعليق


اثنان × اثنان =




بدون تعليقات حتى الآن.