سلسلة المعصية وشؤمها 5- (بقاء حسرة المعصية وذهاب لذتها)

الأحد _30 _أكتوبر _2016AH admin

مهما كانت المعصية في لذتها فإنها في الظاهر فقط، وأما في الباطن فهي حسرات متتابعة يتذكرها صاحبها.

 وفي هذا يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: قرأت سبعين عامًا، فاستفدت فائدتين فذكر أن الطاعة تزول تبعتها ويبقى أجرها، وأن المعصية تزول لذتها ويبقى وزرها.

 ولم يرد الشيخ رحمه الله الفائدة المعرفية فقط فإن تلك لا تحتاج إلى هذا العمر الطويل بل هي في لحظة، لكن أراد الواقع العملي لهذه المعرفة.

 وحقًا عندما تتذكر أن الشؤم للمعصية يلاحق صاحبها فإنك تفر منها فرارك من الأسد، لكن الأمر يحتاج إلى قوةٍ وصلابة.

 فإنك مهما طال عمرك فإنك في مقابلة الشيطان الرجيم الذي هو من عهد الخلق الأول وهو يغوي ويضل، لكن حسبك أن المؤمن إذا استعاذ بالله أعيذ شريطة أن تكون هذه الاستعاذة لها رصيد في الداخل لا مجرد حروفٍ يهتف بها في الخارج فقط.

 فمن حسرة المعصية ظلمتها المعنوية على الوجه والقلب، وضيق يجده صاحبها حينًا بعد حين، وقد سمعنا ذلك عيانًا ممن كان يفعل ذلك، وبضدها تتميز الأشياء.

 فذلك أحد السلف لكثرة طاعته يقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا النعيم فإنهم لفي عيشٍ طيب.

فقارن بينهما تفلح وتربح .

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

فضيلة الشيخ: خالد الجريش

 

شاركنا بتعليق


أربعة × 3 =




بدون تعليقات حتى الآن.