سلسلة المعصية وشؤمها 7- (أهمية بُغض المعصية)

السبت _3 _ديسمبر _2016AH admin

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وبعد:-

أخي الكريم إن من أوائل خطوات الهروب عن الشيء بُغضه، وإذا أبغضته تركته، ولكن مظهر الابتلاء في حب المعصية عند بعض الناس ظاهر، فهو يتناوله طرفان، هما: رغبة الهروب عن المعصية، وحب المعصية، ولكن يهون الابتلاء إذا علم أن ما أبغضه الله يجب بغضه، ولو أحبته النفس، ويجعل ذلك واقع عمليًا له.

يقول الصديق –رضي الله عنه-: (أطوع الناس لله أشدهم بغضًا لمعصيته)، وهذا معنى دقيق؛ فإن كثيرًا من الناس قد يفعل جملة من الطاعات، بل ويُكثر منها، لكنه ضعيف المقاومة عند وجود أسباب المعصية، فمن كان كذلك، فطاعته قد يعتليها النقص، وولايته فيها خلل، وهذا معنى قول سهل التُستري –رحمه الله-: (أعمال البر يعملها البار والفاجر، ولا يجتنب المعاصي إلا الصديق، والجزاء من جنس العمل).

وقال الله –تبارك وتعالى-: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى} [النجم: 31].

 ويقول عثمان بن عفان –رضي الله عنه-: (ما من عامل يعمل عملًا، إلا كساه الله –عز وجل- رداء عمله).

 فإذا كان الأمر كذلك تجد نفسك مضطرًا أن تأخذ بزمامها، محبًا لما يحبه الله، ومبغضًا ما يبغضه الله، فإن تلك القاعدة هي من قواعد السلوك المهمة، التي لا تأتي من غير عناء وتعب، وأهم ذلك صدق العزيمة في الانصراف الذهني والبدني عن المعصية، وسرعة ذلك حتى لا يبقى للشيطان مدخل، فإن لم تفعل تتابعت عليك، فأهلكتك، نسأل الله –عز وجل- النجاة في الدنيا والآخرة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

                                                                                                                                 فضيلة الشيخ: خالد الجريش

 

شاركنا بتعليق


19 − 14 =




بدون تعليقات حتى الآن.