سلسلة الهروب من المعصية 5- “الإقلال من الذنوب “
السبت _29 _أبريل _2017AH adminالحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين:
قَالَتْ عَائِشَةُ: «أَقِلُّوا الذُّنُوبَ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَلْقَوَا اللَّهَ بِشَيْءٍ يُشْبِهُ قِلَّةَ الذُّنُوبِ»([1]) فقد يعجز البعض عن صيام الهواجر، أو قيام الليالي، ونحو ذلك؛ لأنها تتطلب جهدًا ومثابرة، ولكن ترك المعصية غاية ما فيه عدم الفعل، وعادة عدم الفعل أيسر من الفعل.
وفي إحدى المناسبات قيل لسفيان الثوري "يا أبا عبد الله، لو دعوت بدعوات فقال: ترك الذنوب هو الدعاء" ففي هذه المقالة العظيمة يتبين فقه سفيان فهو يشير بذلك –رحمه الله- إلى أن من أعظم ما يحقق إجابة الدعاء ترك الذنوب، ومباعدتها، وهذا يسمى بفعل الطاعة، وهما جميعًا ـ أي الإقلال من الذنوب والإكثار من الطاعة ـ سبب للإجابة.
ولو لم يكن أيها الإخوة في الإقلال من الذنوب إلا السلامة من الوحشة التي يجدها العاصي كما يقول ابن القيم لكفى، وهذا لا يحس به إلا من سرت الحياة في قلبه.
وفي موضع آخر ذكر ابن القيم -رحمه الله-: أنه لو لم يكن في ترك الذنب والمعصية إلا إقامة المروءة، وحفظ الجاه، ومحبة الخلق، وقوة القلب ونعيمه، وانشراح الصدر، وقلة الهم والغم، وتيسير الرزق، وتسهيل الطاعات، وإجابة الدعوات، وقرب الملائكة، وبعد الشياطين لكفى بذلك داعيا لترك المعصية([2]).
كيف والأمر يتعدى هذا بكثير، مما يكون مدخرًا لمن حجز نفسه في هذه الدنيا عن المعصية وأسبابها، فيكتب الله –تعالى- له رضوانه حتى يلقاه.
اللهم احمنا، وذرياتنا، وقراباتنا من مخالفة أمرك، وأمر رسولك –عليه الصلاة والسلام-
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله، وأصحابه أجمعين.
فضيلة الشيخ:
خالد الجريش
([1])مصنف ابن أبي شيبة (7/ 131) برقم(34738)
([2]) انظر: الفوائد لابن القيم (ص: 151).
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.