سلسلة عقيدة المسلم في سؤال وجواب (العروة الوثقى (20) (شروط لا إله إلا الله (8))

الأحد _30 _أبريل _2017AH admin

ما المقصود بشرط "المحبة" لتحقيق الإيمان ب" لا إله إلا الله"؟

المقصود بذلك المحبة المنافية للبغض، فيجب على العبد أن يحب الله – عز وجل -، فيحب كلمة التوحيد، ويحب ما اقتضته ودلّت عليه.

ما الدليل على هذا الشرط؟

الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة:

أما الكتاب: قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ الله أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ الله وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لله}.

 وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ}.

وقال: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَالله غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.

وأما السنة فقال – صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسولُه أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار). (متفق عليه).

ما أثر تحقيق هذا الشرط؟

 إذا أحب العبد الله – عز وجل – فإنه يحب من يحب الله ورسوله؛ لأن من أحب أحداً أحب من يحبه؛ ولهذا قال – صلى الله عليه وسلم -: ((من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان))( أخرجه الترمذي وحسنه) ؛ ولهذا قال ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته:

شَرْطُ المحبَّةِ أن توافِقَ مَنْ … تُحِبُّ على محبَّتِهِ بلا عِصيان

فإذا ادعيتَ له المحبَّةَ مع خلا … فِكَ ما يُحِبُّ فأنت ذو بهتان

أتُحِبُّ أعداء الحبيبِ وتدّعي … حباً له ما ذَاك في إمكان

وكذا تُعادي جاهداً أحبابَهُ … أين المحبةُ يا أخا الشيطان

اللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربنا إلى حبك.

وكتبه:

المشرف العلمي

شاركنا بتعليق


18 + 18 =




بدون تعليقات حتى الآن.