سلسلة معالم في إظهار وإقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(3)

الجمعة _3 _مارس _2017AH admin

المعلم الخامس من معالم إظهار تلك الشعيرة:

عظم القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين أفراد المجتمع ؟!.

1)  النصوص الشرعية جاءت تبين أن قضية الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرتبطة بالإيمان وقوته،  لا أنه مجرد عمل فاضل كالأعمال المندوبة .

2) النصوص الشرعية جاءت على وُجُوبِ إنكارِ المنكر باليد واللسان بحسب القُدرة عليه، وبالقلب فرضٌ على كلِّ مسلمٍ في كلِّ حالٍ ، فلا نتوانى في تمثل ذلك في حياتنا اليومية  .

3) قال ابن رجب : الرضا بالخطايا – والمعاصي – من أقبح المحرمات ويفوت به إنكار الخطيئة بالقلب وهو فرض على كل مسلم لا يسقط عن أحد في كل حال من الأحوال‏ ، ويقول ابن القيم في إعلام الموقعين عن رب العالمين (2/ 121): "وأي دين وأي خير فيمن يرى محارم الله تنتهك وحدوده تضاع ودينه يترك وسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يرغب عنها وهو بارد القلب ساكت اللسان؟ شيطان أخرس، كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق، وهل بلية الدين إلا من هؤلاء الذين إذا سلمت لهم مآكلهم ورياساتهم فلا مبالاة بما جرى على الدين؟ .. ولو نوزع في بعض ما فيه غضاضة عليه في جاهه أو ماله بذل وتبذل وجد واجتهد، واستعمل مراتب الإنكار الثلاثة بحسب وسعه.

وهؤلاء – مع سقوطهم من عين الله ومقت الله لهم – قد بلوا في الدنيا بأعظم بلية تكون وهم لا يشعرون، وهو موت القلوب؛ فإنه القلب كلما كانت حياته أتم كان غضبه لله ورسوله أقوى، وانتصاره للدين أكمل.

4) ولهذا فالرضا بها قد يكون سكوتا عن إنكارها ، والسكوت عن إنكار المنكر أعظم عند الله تعالى من جريمة المنكر وممارسته ، فقد قرر شيخ الإسلام ابن تيمية وتبعه ابن القيم أن ترك الأمر أعظم من ارتكاب النهي من أكثر من ثلاثين وجها .

5) ولهذا فالسكوت وترك الإنكار عند ظهور المنكرات سبب لتعجيل وتعميم العقوبات والمصائب . قال البخاري باب ما جاء في قوله تعالى (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ..) .أ.هـ، وفي حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  « مَا مِنْ قَوْمٍ يُعْمَلُ فِيهِمْ بِالْمَعَاصِى ثُمَّ يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يُغَيِّرُوا ثُمَّ لاَ يُغَيِّرُوا إِلاَّ يُوشِكُ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ مِنْهُ بِعِقَابٍ » رواه أبو داود وصححه الألباني ، وقال ابن العربي : الذنوب منها ما يعجل الله عقوبته ….، والسكوت عن المنكر تتعجل عقوبته في الدنيا بنقص الأموال والأنفس والثمرات ، وركوب الذل من الظلمة للخلق .

6) ولهذا جاء أن الساكت لا ينجو  من العقوبة  إذا نزلت . قال تعالى {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} [الأعراف: 165]. .

وللحديث بقية

كتبه:

فضيلة الشيخ:

 عبدالله بن محمد أبا الخيل – أبو محمد

شاركنا بتعليق


ثلاثة عشر − 11 =




بدون تعليقات حتى الآن.