سلسلة معالم في إظهار وإقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(4)

الجمعة _3 _مارس _2017AH admin

هل يترك إنكار المنكر من يقع فيه؟

تقدم بيان عظم القيام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بين أفراد المجتمع ؟!. لكن بعضنا يسكت عن إنكار المنكر لأن عنده من المعاصي ما تمنعه من الإنكار متعللا بنصوص تنهى عن تلك الصفة كقوله تعالى {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44] فأنكر عليهم أمرهم بالشيء وواقعهم يخالفه ؟

فالجواب عن هذا :

1-  أن المكلف -كالساكت مثلا عن الإنكار- اجتمع في حقه في أي أمر أو نهي واجبان عليه :

الواجب الأول : امتثال أمر الله تعالى .

الواجب الثاني : حث الناس على ذلك وأمرهم به وتحذيرهم  ونهيهم عما خالفه .

فإذا قصّر المكلف في أحد هذين فإن ذلك لا يعني سقوط الآخر عنه … فإن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقي عليه الامتثال … وإن ترك الامتثال بنفسه بقي عليه الأمر والنهي .

2- وقع الذم في النصوص والوعيد على ارتكاب ما نهى عنه الناهي عن المنكر ، ولم يقع الذم على نفس النهي عن المنكر، بل هذا يحمد ولا يُذم فهو طاعة لله عز وجل وقربة، فالتوبيخ وقع على نسيانهم لأنفسهم من المعروف الذي أمروا به ، وليس التوبيخ على أمرهم ونهيهم.

3-  لهذا العصمة من المعاصي ليست من شرط الإنكار والاحتساب بإجماع المسلمين ، فلو اشترط ذلك لتعطل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع الأزمنة؛ ولهذا تواترت النصوص عن السلف في تقرير هذه المسألة عن أبي ذر رضي الله عنه وعن مالك وسعيد بن جبير وعمر بن عبدالعزيز والحسن البصري وغيرهم رحمهم الله تعالى.

4-  أنك حينما تترك شعيرة الاحتساب مع فعل المعصية فأنت أضعف أهل الخير من الناس مرتبة وأقلهم منزلة ، فالناس اتجاه المنكر في وقتنا الحالي أصناف:

(من لا يأتيه وينهى عنه فهو أعلاهم منزلة ومرتبة – من لا يأتيه ولا ينهى عنه – من يأتيه وينهى عنه – والرابعة من جمع بين السوأتين : ترك الاحتساب وفعل المعصية بنفسه – وأقبحهم حالاً وبدأت تزداد وتظهر في أوساط المجتمع  : من يفعل المعصية وينكر على من احتسب عليه ).

5- وأخيرا في أوجه الإجابة على المسألة : أن الاحتساب على المنكرات غالبا يكون فيما ظهرت وعمتْ في المجتمع وخيف من عقوبتها على العامة والمجتمع ، وأما الساكت عن الإنكار – خوفا من أن يخالف قولَهُ فعله – غالبا معصيته بينه وبين ربه .

وللحديث بقية

كتبه:

فضيلة الشيخ:

 عبدالله بن محمد أبا الخيل – أبو محمد

شاركنا بتعليق


5 × 1 =




بدون تعليقات حتى الآن.