شبهة: نحن لا نشرك بالله بل نعتقد أنه لا يخلق ولا يرزق إلا الله وحده

الأثنين _25 _مايو _2015AH admin
شبهة: نحن لا نشرك بالله بل نعتقد أنه لا يخلق ولا يرزق إلا الله وحده

شبهة

نحن لا نشرك بالله بل نعتقد أنه لا يخلق ولا يرزق إلا الله وحده

 

هذه أول شبهة سيكشفها الشيخ في كشف الشبهات، وهي نحو ثلاث عشرة شبهة، ثلاثة منها هي الرئيسية التي يكثر ذكرها من أولئك. هذه أولها:

وهي قولهم: (نحن لا نشرك بالله بل نعتقد أنه لا يخلق ولا يرزق إلا الله وحده)، هذه الشبهة تفيد أن صاحبها وملقيها ما عرف التوحد الذي جاءت به الرسل؛ لأنه قال: نشهد أنه لا يخلق ولا يرزق إلا الله هذا هو توحيد الربوبية وهذا هو الذي قاتل النبي صلى الله عليه وسلم الكفار مع أنهم أقروا بالربوبية لكن ما نفعهم إقرارهم بها وحدها، إذن هو ما عرف الشرك وما عرف التوحيد! فهذه الشبهة وما أكثر ما نسمعها من هؤلاء وأمثالهم، بل إن من طاوعهم على هذه الشبهة قادتهم إلى أن أشركوا بالربوبية؛ لأن هؤلاء المعتكفين عند المقامات والأضرحة المتعلقين بالأنبياء والصالحين اعتقدوا فيهم الآن فيهم التأثير والنفع والضر والتصرف في الكون بعدما كانوا يعتقدون أنهم مجرد وسائط إلى الله، ويعترفون أن المقصود هو الله، والنافع الضار المؤثر المتصرف هو الله، لكنهم مع تطاول المدة وعدم الإنكار بلغوا هذا الحد، وانتقلوا من الشرك القبيح في العبادة إلى ما هو أقبح منه الشرك في الربوبية.

 

وقوله (واقرأ عليه ما ذكر الله في كتابه ووضحه) يعني الآيات التي جاءت أن هؤلاء أقروا بذلك مثل قوله تعالى: ﴿ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ [الزمر: 3] وقوله سبحانه: ﴿ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [يونس: 18]، يقولون المقصود هو الله لكن هؤلاء وسائط يشفعون لنا وضح له هذه الآيات فهمها إياه، الحجة لا تقوم إلا بفهم لها يعرفها وليس مجرد أن يرددها من غير إدراك لمعانيها.

 

قال رحمه الله: (فإن قال هذه الآيات نزلت فيمن يعبد الأصنام، كف تجعلون الصالحين مثل الأصنام، أم تجعلون الأنبياء أصناماً؟ فجاوبه بما تقدم).

 

"المقاصد الساميات في كشف الشبهات"





 

شاركنا بتعليق


2 × 1 =




بدون تعليقات حتى الآن.