صبر أم سليم
السبت _2 _مايو _2020AH admin
عن أنسٍ رضي الله عنه قال: اشتكى ابن لأبي طلحة، فخرج أبو طلحة إلى المسجد، فتوفي الغلام، فهيأت أم سليمٍ الميت، وقالت لأهلها: لا يخبرن أحد منكم أبا طلحة بوفاة ابنه، فرجع إلى أهله ومعه ناس من أهل المسجد من أصحابه، قال: ما فعل الغلام؟ قالت: خير مما كان، فقربت إليهم عشاءهم، فتعشوا، وخرج القوم، وقامت المرأة إلى ما تقوم إليه المرأة، فلما كان آخر الليل، قالت: يا أبا طلحة، ألم تر إلى آل فلانٍ، استعاروا عاريةً فتمتعوا بها، فلما طلبت كأنهم كرهوا ذاك، قال: ما أنصفوا، قالت: فإن ابنك كان عاريةً من الله تبارك وتعالى، وإن الله قبضه، فاسترجع وحمد الله، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآه قال: (بارك الله لكما في ليلتكما)، فحملت بعبدالله، فولدته ليلًا، وكرهَتْ أن تحنكه حتى يحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحملتُه غدوةً ومعي تمرات عجوةٍ، فوجدته يهنأ أباعر له [يعالج البعير من الجرب]، أو يَسِمها، فقلت: يا رسول الله، إن أم سليمٍ ولدت الليلة، فكرهت أن تحنكه حتى يحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (أمعك شيء؟)، قلت: تمرات عجوةٍ، فأخذ بعضهن فمضغهن، ثم جمع بزاقه، فأوجره إياه، فجعل يتلمظ [يدير لسانه في فيه ويحركه يتتبع أثر التمر]، فقال: (حِبُّ الأنصار: التمرُ)، قال: قلت: يا رسول الله، سمِّه، قال: (هو عبدالله)، فقال رجل من الأنصار: (فرأيت لهما تسعة أولاد، كلهم قد قرأ القرآن)؛ [مسند أحمد، وأصله في البخاري].
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.