قصة أم عقيل
الثلاثاء _8 _سبتمبر _2020AH admin
ويذكر ابن الجزي عليه رحمة الله في عيون الحكايات، قال الأصمعي:
خرجت أنا وصديقٍ لي إلى البادية فظللنا الطريق فإذا نحن بخيمةٍ عن يمين الطريق فقصدنا نحوها فسلمنا فإذا عجوز ترد السلام،
ثم قالت :
من أنتم ؟
قلنا : قوم ضللنا الطريق وأنسنا بكم وقوم جياع،
فقالت :
ولَّوُا وجوهكم حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل.
ففعلنا وجلسنا على فراشٍ ألقته لنا، وإذا ببعير مقبل عليه راكب،
وإذا بها تقول:
أسأل الله بركة المقبل , أما البعير فبعير ولدي وأما راكبه فليس بولدي.
وجاء الراكب فقال :
السلام عليك يا أم عقيل , أعظم الله أجرك في عقيل.
فقالت :
ويحك , أو قد مات عقيل ؟
قال :
نعم ..
قالت :
ما سبب موته ؟
قال :
ازدحمت عليه الإبل فرمت به في البئر.
فقالت له :
إنـزل ..
ودفعت له كبشاً ونحن مندهشون، فذبحه وأصلحه وقرب إلينا الطعام فجعلنا نتعجب من صبرها،
فلما فرغنا، قالت:
هل فيكم أحد يحسن من كتاب الله عز وجل شيئاً؟
قلنا : نعم ..
قالت :
فاقرؤوا علي آياتٍ أتعزى بها عن ابني.
فقلت :
( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ).
قالت :
ءآلله إنها لفي كتاب الله ؟
قلت : والله إنها لفي كتاب الله.
قالت :
إنا لله وإنا إليه راجعون , صبراً جميلاً وعند الله أحتسب عقيلاً
اللهم إني فعلت ما أمرتني بي به فأنجز لي ما وعدتني , ولو بقي أحد لأحد لبقي محمد صلى الله عليه وسلم لأمته.
قال :
فخرجنا ونحن نقول :
ما أكمل منها ولا أجزل لما علمت أن الموت لا دافع له و لا محيص عنه ,
وإن الجزع لا يجدي نفعاً وأن البكاء لا يرد هالكاً ,
رجعت إلى الصبر الجميل والرضا بقضاء السميع العليم و احتسبت ابنها عند الله عز وجل ذخيرة نافعة ليوم الفقر والفاقة.
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.