لابد من إفراد الله بالدعاء
الخميس _26 _يوليو _2018AH adminلابد من إفراد الله بالدعاء:
القرآن والسنة يأمران بإفراد الله بالدعاء ، وينهيان عن دعاء غيره ، ومن ذلك قوله تعالى {ادعوا ربكم تضرعا وخفية}، وقوله تعالى {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض}، وقوله تعالى {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}، وقوله تعالى {واسألوا الله من فضله}.
قال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم رحمه الله :
وأما إفراد الله بالدعاء فجاء ذكره في نحو ثلاثمائة موضع منوعاً ، تارة على صيغة الأمر به ، كقوله {أدعوني استجب لكم}، {وادعوه مخلصين له الدين}.
وتارة يذكره الله بصيغة النهي كقوله {فلا تدعوا مع الله أحداً}.
وتارة يقرنه بالوعيد كقوله {فلا تدع مع الله إلـٰهاً آخر فتكون من المعذبين}.
وتارة بتقرير أنه هو المستحق للألوهية والتعبد كقوله {ولا تدع مع الله إلـٰهاً آخر لا إلـٰه إلا هو}.
وتارة في الخطاب بمعنى الإنكار على الداعي كقوله {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك}.
وتارة بمعنى الإخبار والاستخبار {قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات}.
وتارة بالأمر الذي هو بصيغة النهي والإنكار {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض}.
وتارة أن الدعاء هو العبادة ، وأن صرفَه لغير الله شرك {ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة} إلى قوله {وكانوا بعبادتهم كافرين} ، {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله} إلى قوله {فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله}.
وفي الحديث : (الدعاء هو العبادة) ، صححه الترمذي وغيره ، وقد أتى فيه بضمير الفصل ، والخبر المعرَّف باللام ليدل على الحصر ، وأن العبادة ليست غير الدعاء ، وأنه مُعظم كل عبادة ، ونهى ألا يشرك معه أحد فيه ، حتى قال في حق نبيه صلى الله عليه وسلم {قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به أحداً}، وأخبر أنه لا يَغفر أن يشرك به . انتهى .
ومن أدلة وجوب إفراد الله بالدعاء ؛ حديث ابن عباس رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله .
فلو جاز سؤال غير الله لقال : واسألني واستعن بـي ، بل أتى صلى الله عليه وسلم بمقام الإرشاد والإبلاغ والنصح لابن عمه بتجريد إخلاص السؤال والاستعانة على الله تعالى .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ينـزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ .
وقال رسول الله : إذا تمنى أحدكم فليستكثر ، فإنما يسأل ربه عز وجل .
وقال تعالى {يسأله من في السماوات والأرض}سورة الرحمن ، الآية 29 . ، قال ابن سعدي رحمه الله في تفسير الآية الكريمة:
أي هو الغني بذاته عن جميع مخلوقاته ، وهو واسع الجود والكرم ، فكل الخلق مفتقرون إليه ، يسألونه جميع حوائجهم بحالهم ومقالهم ، ولا يستغنون عنه طرفة عين ولا أقل من ذلك ، وهو تعالى كل يوم هو في شأن، يغني فقيرا ويجبر كسيرا ، ويعطي قوما ويمنع آخرين ، ويميت ويحيي ، ويخفض ويرفع ، لا يشغله شأن عن شأن ، ولا تغلُطه المسائل ، ولا يبرمه إلحاح الملحين ، ولا طول مسألة السائلين ، فسبحان الكريم الوهاب الذي عمت مواهبه أهل الأرض والسماوات ، وعم لطفه جميع الخلق في كل الآنات واللحظات ، وتعالى الذي لا يمنعه من الإعطاء معصية العاصين ولا استغناء الفقراء الجاهلين به وبكرمه . انتهى .
شاركنا بتعليق
بدون تعليقات حتى الآن.