مفسدات القلوب الحلقة الأولى: مدخل إلى السلسلة

الأحد _25 _ديسمبر _2016AH admin

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:

أيها الإخوة ما أجمل التقوى لباسا للمسلم يسعد بها في دنياه وأخراه، ويحرسه الله بها من شر نفسه وشر الشيطان والهوى وقرين السوء.

 في تقوى الله طرد الشيطان، ومحبة الرحمن، وشرح الصدر، وسعة الرزق، وتيسير الأمور، وصلة القلب بالحي القيوم .

أيها الأحبة :

 معنا في هذه السلسلة حديث مهم عن أمراض القلوب وأدوائها ومفسداتها.

ذلك أن القلب يصح ويمرض ويحيا ويموت والقلب هو ملك الجوارح قال صلى الله عليه وسلم (أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً، إِذَا صَلَحَتْ، صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ، فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ)([1])

وصلاح القلوب مرتبط بصلاح النيات والأقوال والأعمال فكل عمل وقول صالح يزيد الإيمان ويحيي القلب فيزداد نورا ويقينا وخوفا ورجاء وحبة لله . قال العلماء مما يحي القلوب تدبر القرآن وقيام الليل والاستغفار بالأسحار ومجالسة الصالحين .

وقد ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى  أن القلب " فإنه لا نعيم له ولا لذة، ولا ابتهاج، ولا كمال، إلا بمعرفة الله ومحبته، والطمأنينة بذكره، والفرح والابتهاج بقربه، والشوق إلى لقائه، فهذه جنته العاجلة، كما أنه لا نعيم له في الآخرة، ولا فوز إلا بجواره في دار النعيم في الجنة الآجلة، فله جنتان لا يدخل الثانية منهما إن لم يدخل الأولى.

وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.

وقال بعض العارفين: إنه ليمر بالقلب أوقات، أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا، إنهم لفي عيش طيب.

وقال بعض المحبين: مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها، قالوا: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله، والأنس به، والشوق إلى لقائه، والإقبال عليه، والإعراض عما سواه أو نحو هذا من الكلام.

وكل من له قلب حي يشهد هذا ويعرفه ذوقا"([2]).

ومن جملة مفسدات القلوب خمسة أمور هي من أكبر مفسدات القلب وهي: كثرة الخلطة، والتمني، والتعلق بغير الله، والشبع،  والمنام.

وللحديث بقية في الحديث عن كل واحد منها تفصيلا.

وكتبه المشرف العام: فضيلة الشيخ: عبد الله السلوم.

 

([1])  رواه البخاري(52)، ومسلم(1599) من حديث النعمان بن بشير

([2])مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (1/ 452).

 

شاركنا بتعليق


ثمانية عشر − 6 =




بدون تعليقات حتى الآن.